رئيس الحكومة يستقبل أعضاء مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي
استقبل رئيس الحكومة نواف سلام في مكتبه في السراي الحكومي وفداً من مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، حيث تم التباحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والخطوات التي يتم اتخاذها للخروج من الأزمة الحالية.
في مستهل اللقاء، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن هناك مساعي واجتماعات مكثفة مع البنك الدولي لوضع خطة للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، والتي ستبدأ بتخصيص مبلغ 250 مليون دولار كبداية، مضيفاً أن هناك جهوداً كبيرة لتنسيق اجتماع دولي مع الدول المانحة التي ترغب في مساعدة لبنان في هذا المجال.
ولفت سلام إلى أن تقرير لجنة أولى أشار إلى أن الحاجة للإعمار تصل إلى 11 مليار دولار كدفعة أولى، بينما أظهرت لجنة ثانية أن الرقم قد يصل إلى ما بين 14 و16 مليار دولار.
وأكد سلام أن الحكومة بدأت بالفعل في وضع لبنان على الطريق الصحيح، مشيراً إلى أن هناك عدة ورش عمل أولوية، مثل تحسين وضع الكهرباء والأمن للمواطنين، بالإضافة إلى التعيينات في مختلف القطاعات العامة. كما شدد على أهمية الإعمار بوصفه أولوية وطنية.
وأضاف: “هناك الكثير من المغالطات التي تنشر في الصحف، وأتمنى أن يتم التواصل معي لتقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة حول التطورات الحاصلة.” وفيما يخص الموازنة، أوضح رئيس الحكومة أنه سيتم إصدار الموازنة بمرسوم بهدف اختصار الوقت، حيث أن لبنان بحاجة إلى التركيز على القضايا الكبرى، مع إعادة دراسة الضرائب لتتناسب مع الواقع الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي، أكد رئيس الحكومة ضرورة “تكبير الاقتصاد” من خلال جذب الاستثمارات وتعبئة جهود المغتربين، مشدداً على أهمية تصحيح أوضاع البنوك لتكون قادرة على استيعاب الاستثمارات الكبيرة.
أما عن سلاح حزب الله، أوضح سلام أن سلاح الحزب له وجهان. الوجه الأول يتمثل في البيان الوزاري الذي أُقرّ والذي يتحدث عن حصرية السلاح في الدولة، وهو ما يتماشى مع خطاب القسم الذي أكّد على ضرورة بسط سلطة الدولة وقواها الذاتية على كافة الأراضي اللبنانية. وبالتالي، يرتبط مصير سلاح الحزب بما يتوافق مع البيان الوزاري وخطاب القسم، حيث يتم التأكيد على وجود استراتيجية دفاعية شاملة تشمل الأمن القومي، والاقتصاد، والدبلوماسية، والعسكرية، وهي الأسلوب الأصح للوصول إلى هذه الاستراتيجية الدفاعية.
وأشار سلام إلى أن الاستقرار في سوريا يؤثر بشكل مباشر على لبنان، حيث تراجعت الهجرة إلى لبنان بعد تحسن الوضع الأمني في المدن الساحلية السورية، مشيراً إلى ضرورة التعاون مع الحكومة السورية الجديدة في قضايا عدة مثل ترسيم الحدود وعودة اللاجئين.
من جهته، تحدث نقيب الصحافة عوني الكعكي عن أهمية اللقاء، مشيراً إلى أنه كان اللقاء الأول مع مجلس النقابة بالكامل مع رئيس الحكومة. وأكد الكعكي أنه تم التباحث في الأوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان، مشيراً إلى أن اللبنانيين يضعون آمالًا كبيرة على الحكومة الجديدة بقيادة نواف سلام.
وأضاف الكعكي أن المرحلة الحالية تتطلب الحكمة والهدوء، مع ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، معتبراً أن لبنان بدأ يعود تدريجياً إلى المسار الصحيح رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها.
كما أشار إلى أن لبنان شهد خلال الفترة الماضية زلزالين: الأول كان في سوريا حيث انهيار النظام في فترة قصيرة بعد 55 سنة من الحكم، والثاني كان في حرب الجنوب التي كان لها تأثيرات كبيرة على لبنان. وأكد أن لبنان بحاجة إلى بعض الوقت لإيجاد الحلول الأنسب، خصوصًا فيما يتعلق بالموازنة والضرائب.
وفي الختام، شدد الوفد على الثقة للرئيس سلام، وبأنه أهل لهذه الثقة التي سوف تولّد إنجازات وإصلاحات وإيجابية في العمل، ينتظر بوادرها جميع اللبنانيين في لبنان وفي الإغتراب.