لسنا بمعرض الحديث عن مسلسل ” بالدم ” بقدر ما نحن بصدد الحديث عن الممثلة سينتيا كرم بدور «عدلة»، فشكّلت حالة لافتة على منصّات التواصل الاجتماعي. «عدلة» امرأة بسيطة وطيبة القلب. جارت عليها الحياة. تتابع يومياً حركة الكواكب والأبراج، وتقع في شباك رجلٍ يستغلّ طيبتها لسحب مادياتها المتواضعة جدّاً. تؤدّي كرم دورها بتقنية واحترافية، وتنجح في تفكيك الشخصية للكشف عن طبقاتها، كما تستغلّ حركات الجسد للإفصاح عمّا لا يقوله النص.
رغم أنّ كرم تظهر بشخصية ثانوية في «بالدم»، إلّا أنّها نجحت في لفت الأنظار، وعبّر الجمهور عن إعجابه بقدراتها التمثيلية «الخارقة». واعتبرت شريحة واسعة أنّه «أخيراً، اكتشف أحدهم سينتيا كرم». هذا التعليق الذي كان أكثر رواجاً يمكن اعتباره بعيداً كلّ البُعد من الصحة. إذ إنّ خرّيجة معهد «الفنون الجميلة» (تمثيل واخراج) التي ظهرت في برنامج «ستار أكاديمي» عام 2003، لم تكن بحاجة إلى من يكتشفها. منذ ظهورها الأوّل، نجحت كرم في اكتساب حبّ الجمهور بعفويتها وصدقها.
أُثقل مسلسل «بالدم» بجمعه عدداً من الممثلين اللبنانيين المخضرمين
ثم ظهرت في مسلسلات عدة من بينها «سقف العالم» (2007)، و«أوتيل البير» (2008)، و«سنعود بعد قليل» (2013)، و«الزيارة» (2021)، و«بكّير» (2022)، وغيرها الكثير. منذ عام 2003، شاركت كرم في بطولات مسرحيات عدة نفدت تذاكرها، كما أدّت أدواراً سينمائية وشاركت في برامج متنوعة. وفي جميع ما قدّمته، كانت تكشف من دون مجهود عن قدراتها التمثيلية. كما كانت تنال حبّ الجمهور بسلاسة، لأنّها ببساطة أقرب إلى الواقع من أيّ ممثلة أخرى، وتُشبه الجمهور الذي ينتظرها أمام الشاشة. بعد أكثر من اثنتين وعشرين سنة من العمل، لم تكن كرم بحاجة إلى من يكتشفها، بل إلى من يؤمن بأنّ الجمهور يتأثّر بالممثلات غير المصطنعات، وبأنّه يمتلك عيناً ناقدة يستطيع أن يُقدّر سنوات العمل والجهد التي بذلها الممثل من أجل تقديم أفضل ما لديه.