«القلق الاستباقي» يرهق الدماغ ويتعب الجسد كيف تواجهينه
هل تجبرين نفسك على التفكير في أسوأ السيناريوهات قبل حدوثها؟.. هل تشعرين بالضغط لمجرد أنك تتوقعين أن الأمور قد تسوء، حتى لو لم يكن هناك سبب أو دليل واضح لذلك؟.. هل يمنعك القلق من الاستمتاع بلحظاتك الحالية؛ لأن عقلك منشغل بما قد يحدث لاحقاً؟!
إذا كانت إجابتك «نعم» على بعض هذه الأسئلة أو كلها، فأنتِ بلا شك تعانين «القلق الاستباقي»، ذلك الصوت الداخلي الذي يحذرك من المستقبل باستمرار،
تشير دراسات علم النفس إلى أن القلق المزمن يرهق الدماغ والجسم، ويؤدي إلى إفرازٍ زائد لهرمون «الكورتيزول» (هرمون التوتر)، ما قد يؤثر في المناعة، والصحة العقلية.
ووفقًا لـ«نظرية التوقعات» (Expectation Theory)، فإن توقع الأشياء السلبية يجعل الإنسان يتصرف بطريقة تؤدي إلى تحقيق هذه التوقعات، وهو ما يُعرف بـ«النبوءة ذاتية التحقق» (Self-fulfilling Prophecy). وبعض الدراسات، في علم النفس الإيجابي، تؤكد أيضاً أن الإنسان عندما يواجه المصاعب الفعلية، يجد في داخله قوة لم يكن يعتقد أنه يمتلكها، وغالباً تكون الأوضاع الحقيقية أقل رعباً مما يتخيله الشخص مسبقاً.
كيف يمكن التعامل مع «القلق الاستباقي»؟
لأن معرفة الأسباب هي الخطوة الأولى للمواجهة، يمكن تقليل تأثير القلق من خلال تقنيات الاسترخاء، وممارسة التأمل، وتحديد الأولويات، وتحدي الأفكار السلبية، كما أن الحديث مع مختصٍّ نفسي قد يساعد في التعامل مع القلق بطرقٍ أكثر فاعلية.
لذا، لابد من عيش اللحظة، والتركيز على الحاضر، بدلاً من القلق بشأن المستقبل، كما أن التفاؤل، والتوكل، والإيمان بأن كل شيء بيد الله، أمور تساعدك في السيطرة على هذه المشاعر السلبية،مع اليقين، دائماً، بأن القلق لن يمنع الغد من القدوم، لكنه قد يسرق منك سلام اليوم.