خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
ألقى نتنياهو أمس ما يمكن تسميته بخطاب تجديد الحرب ضد حماس؛ فيما الإعلام العبري القريب من نتنياهو ركزوا إيحاءاتهم خلال الأيام الماضية على أن حرب إسرائيل على لبنان لم تنته بعد وذلك من خلال الإشارة إلى ثلاث عناوين:
العنوان الأول هو ظهور اتجاه قريب من نتنياهو في إسرائيل عمل على الربط بين تصريح أمين عام حزب الله حول رفضه نزع السلاح وتصريح القيادي في حركة حماس خليل حية الذي أعلن فيه رفضه نزع سلاح حماس. وقال إعلاميون إسرائيليون لديهم ارتباط بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن كلاً من حماس وحزب الله أعلنا هذا الأسبوع أنهما يرفضان نزع سلاحهما. وصياغة الخبر على هذا الأساس بحيث يجمع بين موقفي حماس والحزب؛ يوحي بتوجه إسرائيلي لوضع الموقفين في سلة واحدة.
وبحسب محللين فإن نتنياهو يتقصد أن يجري ربط بين سلاحي حماس وحزب الله وذلك بهدف إبقاء الباب مفتوحاً أمام عودته للتصعيد العسكري ضد لبنان.
العنوان الثاني تمثل بظهور تحليل وتقدير موقف في إسرائيل خلال الساعات ال٤٢ الأخيرة يفيد بأن رئيس الشاباك بار قرر أن يستقيل في منتصف الشهر القادم ولكنه قرر أن يمثل أمام المحكمة غداً حتى يفضح كيف أن نتنياهو حاول رشوته، ويتوقع مراقبون أن نتنياهو سيمر خلال الأسبوع المقبل بأزمة داخلية كبيرة، وأنه سيكون محتاجاً لأن يحول الأضواء إلى حدث آخر غير حدث فضيحته التي سيكون بطلها رون بار. ومن هنا هناك توقع بأن ينفذ نتنياهو حدثاً أمنياً كبيراً لتسجيل صورة نصر له؛ والمتوقع أن تكون ساحة هذا الحدث إما لبنان وإما غزة وإما في الساحتين.
العنوان الثالث الذي يتم التركيز عليه داخل إسرائيل هو اعتبار المفاوضات بين طهران وواشنطن ليس لها صلة بحرية إسرائيل بالعمل في لبنان.. ولكن ما يبدو لافتاً أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في سورية تم توقيفها بدرجة عالية وذلك منذ لقاء ترامب نتنياهو ومنذ اللقاء الإسرائيلي التركي في أذربيجان. وهذا يعني أن ترامب ضغط على نتنياهو كي يوقف عملياته في سورية ولكنه لم يفعل ذلك بخصوص لبنان.
والواقع أن كل المعطيات السالفة تشي باحتمال أن يصدر نتنياهو أزمته الصعبة هذا الأسبوع داخل إسرائيل إلى كل من لبنان وغزة، وذلك على نحو تصعيد يفوق منسوب المتبع منذ وقف النار بين لبنان وإسرائيل.