شقير يُحيي الأمل في ديربورن.. لبنان بحاجة إلى كل أبنائه
في زيارةٍ لم تكن كأي زيارة، اختار اللواء حسن شقير، المدير العام للأمن العام اللبناني، أن تكون محطته هذه المرة في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن الأميركية. ظاهرياً كانت زيارة عائلية، لكن في أعماقها كانت تحمل رسائل وطنية عميقة وعهداً جديداً بين لبنان وأبنائه المغتربين.. ففي لقاءٍ استثنائي، استحضر شقير لبنان من قلب الاغتراب، محملاً معه رسائل أمل، تحديات، ووعودٍ بإعادة بناء وطن لا يزال مغتربوه يحملون صورته في ذاكرتهم وقلوبهم، أينما كانو.
لقاء اللواء حسن شقير مع أبناء الجالية اللبنانية في ديربورن بولاية ميشيغن، لم يكن عابراً، بل إنما كانت محطةً مهمة ليشدد فيها اللواء على أهمية دور المغتربين في الحفاظ على الهوية، ودعم الوطن في مختلف الميادين، وفرصةً لينوه فيها بصمود اللبنانيين في الاغتراب، خاصةً أولئك الذين تجاوزوا ظروف الحرب ومآسيها، ونجحوا في إثبات وجودهم وتميزهم في المجتمع الأميركي، لا سيما في مدينة ديربورن التي تُعد من أكبر مراكز الانتشار اللبناني في الولايات المتحدة.
أكد اللواء شقير خلال الزيارة أن حضوره إلى ديربورن ليس جديداً، فهي محطة دائمة له، إذ “جزء كبير من عائلته موجود فيها”، كما قال. لكنه شدد في كلمته مع أبناء جاليته على البُعد الأعمق لهذه الزيارة، وهو التواصل مع جالية “حافظت على عاداتها وتراثها”، وتحوّلت إلى رقم صعب في محيطها، دون أن تنقطع عن لبنان، بل عادت إليه مراراً، دعماً وإنماءً وتواصلاً.
وتناول اللواء شقير الوضع اللبناني من منظور المغتربين، داعياً إياهم إلى التمسك بثقتهم بوطنهم الأم، مشيراً إلى أن لبنان يعيش “عهداً جديداً” يسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي والإداري، برعاية رئيس الجمهورية، وبدعم من دولة الرئيس نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء. وشدد على أهمية أن يبقى الاغتراب شريكاً في مسيرة الإنقاذ، وأن يشكّل رافعةً اقتصادية وإنسانية للبنان.
ومن محطات كلمته اللافتة، حديثه عن زيارته الأخيرة إلى العراق، والتي وصفها بالمثمرة، موضحاً أن العراق الشقيق قدّم مساعدات سخية للبنان، من نفط ومازوت وقمح، فضلاً عن الاستعداد للمساهمة في إعادة ترميم المدارس والمستشفيات في المناطق الحدودية. وخصّ بالشكر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والشعب العراقي، على ما أظهروه من كرم وتضامن.
ورغم أن زيارة اللواء حسن شقير إلى ديربورن حملت الطابع العائلي، إلا أن حضوره لم يخلُ من الدلالات الوطنية العميقة؛ فقد حمل معه صورة لبنان الحاضر في ذاكرة ووجدان أبنائه المغتربين، ورسائل طمأنة ووفاء، ليؤكد أن العلاقة بين لبنان المقيم والمغترب ليست مجرد حنين، بل شراكة فاعلة في بناء الوطن وحمايته، حتى من أقاصي الاغتراب.