خلف الحبتور:
كرامة الإنسان لا تحتمل التأجيل!!
أكثر من 45 عاماً على اختفاء الإمام موسى الصدر، وما زالت القضية بلا نهاية واضحة. لكن أن يُحتجز هنيبال القذافي في لبنان لسنوات، دون محاكمة، دون تهمة واضحة، وبظروف لا تليق بكرامة الإنسان، فهذا لا يستقيم مع أي منطق أو عدالة.
كيف يُحاسب رجل على واقعة كان فيها طفلًا؟ وأي عدالة تبرر استمرار سجنه دون أن يُعرض على قاضٍ؟!
الأخطر أن هذا النموذج ليس استثناء، بل واقع يتكرّر في السجون اللبنانية، حيث يُترك المئات، خصوصاً من المسلمين السنّة، خلف القضبان بلا محاكمة، وكأن القانون لا يشملهم.
وهنا السؤال الجوهري: كيف يمكن لدولة تحترم نفسها أن يكون قرار الإفراج عن إنسان بيد قوى سياسية، لا بيد القضاء؟ أين هيبة الدولة؟ وأين استقلال القضاء الذي يُفترض أن يكون المرجع الأوحد للعدالة؟
هذا ليس عدلًا. بل ظلمٌ ممنهج، وتسييسٌ للكرامة، واستهتارٌ بحقوق الإنسان. وأقولها بصدق: لا دولة تُبنى على هذه الممارسات.
إما عدالة حقيقية تُطبَّق على الجميع، أو لا أمل. آن الأوان لوقف هذا العبث، لأن كرامة الإنسان لا تحتمل التأجيل.