في DIHAD: حيث يتقاطع العمل الإنساني مع النزاهة، الصحة النفسية، والقيادة الرشيدة
كتبت السيدة خلود وتار قاسم عبر حسابها على الفيسبوك:
لليوم الثاني على التوالي، واصلتُ حضوري لمؤتمر ومعرض العمل الإنساني والتنمية DIHAD، المنعقد في مركز المعارض بدبي. ما شهدته في هذا اليوم لم يكن مجرد جلسات معرفية، بل كان بمثابة كشف عميق عن التحديات الأخلاقية، النفسية، والسياسية التي يواجهها قطاع العمل الإنساني، وضرورة توطينه وتأصيله بقيم الحوكمة والعدالة.
الامتثال لمكافحة الرشوة والفساد: الدفاع عن كرامة المستحقين
افتتح اليوم بورشة متميزة مع الأستاذة أشواق آل عبد الله التي تناولت موضوعًا دقيقًا: الامتثال لمكافحة الرشوة والفساد في العمليات الدولية للمساعدات الإنسانية. في هذا السياق، طرحت الأستاذة واقعًا مؤلمًا، حين يتحول العمل الإنساني لدى بعض المتسللين إلى وسيلة للثراء غير المشروع. حين تُختلس أموال المتبرعين والمستحقين، يتحول العمل الإنساني من رسالة رحمة إلى ساحة فساد.
أبرزت الورشة أهمية الرقابة الداخلية، والحوكمة الرشيدة، ودور المحاسبة الفاعلة في ضمان أن تصل المساعدات إلى مستحقيها دون وسطاء متنفذين. وهنا تبرز العلاقة العميقة بين قوة الدولة ونزاهة العمل الإنساني: فحين تتوفر مؤسسات قوية، ورقابة شفافة، تعمل المنظمات — حكومية كانت أم غير حكومية — بانسجام ونزاهة. أما في الدول الهشة التي تُدار بالمحسوبيات وتُشل مؤسساتها، فإن أبواب الفساد تُفتح على مصراعيها لكل فتان ومنتفِع.
“من يحمل الشمعة؟”: دعم من ينيرون درب الآخرين
في الجلسة الثانية، أضاءت الدكتورة لينة أميري، الخبيرة في الصحة النفسية، جانبًا مهملاً من العمل الإنساني: الصحة النفسية للعاملين في الميدان. تحت عنوان “من يحمل الشمعة؟”، طرحت الدكتورة لينة تساؤلًا إنسانيًا بعمق: من يرعى نفسية من يعتنون بالآخرين؟ من يداوي قلوب أولئك الذين يواجهون يوميًا آلام الجوع، الموت، النزوح، والانهيار؟
واستعرضت الدكتورة إستراتيجية خاصة بها لمواجهة القلق والضغط النفسي، ترتكز على الخشوع في الصلاة كوسيلة لتفريغ الطاقة السلبية. تلك اللحظات من السكون الروحي، حيث يتصل الإنسان بخالقه، قد تكون الحصن الأخير للعاملين في ساحات الألم.
الجيوسياسة وتوطين العمل الإنساني: إعادة القيادة إلى الميدان
اختتمتُ يومي بورشة للأستاذ أمين عوض، تناول فيها محورين مهمين:
1. إدارة العقوبات والقيادة الجيوسياسية في العمل الإنساني
2. توطين المساعدات الإنسانية وتعزيز الاستجابة بقيادة مجتمعية
في ظل عالم تتشابك فيه السياسات والمصالح، ناقش الأستاذ أمين كيف تُستخدم العقوبات أحيانًا كأدوات ضغط سياسي، تؤثر بشكل مباشر على إيصال المساعدات. كما شدد على أهمية نقل زمام القيادة الإنسانية إلى الميدان، والمجتمعات المتأثرة نفسها، بدلًا من الاكتفاء بنماذج مركزية بعيدة عن الواقع المحلي.
رفقة قيّمة
كان لي شرف مشاركة هذه الورشات مع الصديقة العزيزة الدكتورة إيمان العبدالله، التي أغنت النقاشات بمداخلاتها الغنية المستمدة من خبراتها الميدانية الواسعة. وجودها أضاف بُعدًا تطبيقيًا حقيقيًا لما طُرح من مفاهيم وأطر نظرية.
خاتمة: هل نتعلّم من نموذج الإمارات؟
إن ما رأيته في دبي، ليس فقط في تنظيم المؤتمر، بل في البنية المؤسساتية التي تحكم العمل الإنساني، جعلني أتأمل الواقع في لبنان. نحن لا ينقصنا شيء: لا العقول، ولا القدرات، ولا حتى الموارد. ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والمجتمعية لننطلق.
نتمنى من الحكومة الجديدة أن تحذو حذو الإمارات في بناء دولة ذات مؤسسات حقيقية، تضع الرقابة فوق الجميع، وتحفظ كرامة الإنسان، وتعيد للعمل الإنساني قداسته، بعيدًا عن التجاذبات والمصالح الضيقة.
إليك مجموعة مقترحة من الهاشتاجات التي تناسب مضمون النص، ويمكنك اختيار ما يناسبك منها أو دمجها:
خلود وتار قاسم
#DIHAD2025 #UAE #humanitarianimpact
#العمل_الإنساني #النزاهة_في_المساعدات #الصحة_النفسية_للعاملين #القيادة_الرشيدة #حوكمة_العمل_الإنساني #لبنان_ينتظر #قداسة_العمل_الإنساني #خلودوتارقاسم #الإنسانية_بلا_فساد
@highlight 𝑭𝒐𝒍𝒍𝒐𝒘𝒆𝒓𝒔. Kholoud Wattar Kassem NBN Television Al Jadeed News MTV Lebanon Kholoud Wattar Kassem Haneen Sayed United Nations OCHA Lebanon UN Women Lebanon