ما هي علامات الصحة النفسية السليمة
أصبحت الصحة النفسية، في العالم المعاصر، موضوعاً يحظى باهتمام متزايد، خاصة مع الضغوط المتنوعة التي يواجهها الإنسان يومياً في حياته.
والصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية؛ إذ تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق التوازن الداخلي والقدرة على التعامل مع تحديات الحياة، ولكن كيف يمكننا التعرف إلى علامات الصحة النفسية السليمة؟
الشعور بالراحة مع الذات
أولى علامات الصحة النفسية السليمة هي شعور الإنسان بالراحة مع نفسه، من يتمتعْ بصحة نفسية جيدة يكُنْ راضياً عن ذاته، مدركاً لنقاط قوته وضعفه، ولا يعيش في صراع داخلي دائم، هذا القبول الذاتي لا يعني الغرور أو الرضا الكامل عن كل شيء، بل يتضمن القدرة على الاعتراف بالعيوب دون جلد الذات، والسعي نحو التحسين بطريقة إيجابية.
القدرة على التعامل مع الضغوط
الحياة لا تخلو من التوتر والمشاكل، ولكن الشخص السليم نفسياً يمتلك مهارات فعّالة لإدارة الضغوط والتعامل مع التحديات اليومية، بدلاً من الانهيار أو الانفعال الزائد، يستطيع هذا الشخص التفكير بهدوء، تقييم المواقف، واختيار استراتيجيات مناسبة للتكيف مع الظروف الصعبة، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، أو التحدث مع أشخاص موثوقين.
إقامة علاقات صحية
العلاقات الاجتماعية القوية والداعمة مؤشر آخر على الصحة النفسية السليمة، الشخص المتزن نفسياً قادر على بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل، التواصل الفعّال، والحدود الصحية، لا يسعى لإرضاء الجميع على حساب نفسه، ولا يسمح للآخرين بتجاوز حدوده، كما يتميز بالقدرة على تقديم الدعم لمن يحب، وتقبّل الدعم عند الحاجة.
التمتع بمرونة نفسية
المرونة النفسية تعني القدرة على النهوض بعد الفشل أو الأزمات، فالشخص السليم نفسياً لا يستسلم لليأس عند أول عقبة، بل يتعلم من تجاربه ويواصل التقدم، هذه المرونة تساعده على التعامل مع الخسارات، التغييرات المفاجئة، والتحديات الكبرى في الحياة بطريقة صحية ومتزنة.
امتلاك نظرة إيجابية واقعية
من يتمتع بصحة نفسية جيدة لديه نظرة متفائلة نحو الحياة، لكنه لا يعيش في وهم، يستطيع رؤية الإيجابيات والسلبيات معاً، ويتوقع الأفضل مع الاستعداد للتعامل مع الأسوأ.
الإيجابية الواقعية تحميه من الوقوع في التشاؤم المزمن أو التوقعات غير المنطقية، وتدعمه في مسيرته لتحقيق أهدافه.