خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
كان هنري كيسنجر يقول انه لا يوجد للولايات المتحدة الأميركية سياسة أميركية في الشرق الأوسط بل توجد لأميركا سياسة إسرائيلية في الشرق الأوسط.
وطوال جولات وزير خارجية بايدن للمنطقة بمناسبة حرب غزة، كانت ملاحظة العرب عليه أنه لا يقدم أفكاراً أميركية للحل بل يقدم أفكاراً إسرائيلية..
أمس الكاتب الأميركي الشهير فريدمان وجه رسالة مفتوحة لترامب صاغها على نحو احتفالي؛ وذلك لسببين إثنين، الأول أن ترامب قام بتحرير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط من القيود الإسرائيلية التي كانت تكبلها؛ والثاني أنه أظهر أن الرئيس الأميركي ليس ألعوبة بين يدي نتنياهو.
.. وعليه فإن واحدة من أبرز الخلفيات التاريخية التي تواكب زيارة الرئيس الأميركي إالى الدول الخليجية العربية الثلاث؛ هي أن ترامب قرر أن يتجاوز اعتراضات نتنياهو وأن يبرم وقائع في المنطقة مستقلة عن مطالبه، ويفرضها عليه.
.. حتى الآن لا تزال هذه النظرية هي محل افتراض، ولكن هناك مؤشرات تدعم صحتها؛ وأبرز هذه المؤشرات:
أولاً- ترامب أقدم على تنفيذ خطوات ومبادرات هامة في الشرق الأوسط لديها صلة مباشرة بإسرائيل، ومع ذلك لم يقم بالتشاور مسبقاً مع نتنياهو بشأنها، بل اكتفى بإبلاغه بها بعد تنفيذها (وقف النار مع الحوثي؛ عقد صفقة مع حماس، الخ..).
ثانياً- الخطوة الأخطر على إسرائيل هو أن يقوم ترامب بعقد اتفاق مع السعودية على بناء مفاعل نووي مدني من دون ربط ذلك بشرط كان وضعه بايدن بالتنسيق مع نتنياهو، وهو حصول تطبيع بين الرياض وتل أبيب.. وفي حال حصول هذا الأمر فإن هذا يزيد من مصداقية النظرية التي تقول ان ترامب ذاهب لتنفيذ منظور للشرق الأوسط الجديد ليس شرطه الأساسي التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومرة أخرى فإنه في حال صحت هذه المعلومات فهذا يعني أن ترامب ذاهب لإحداث ثورة في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط وبضمنها قضية حرب غزة.
السؤال الآن هو حول مدى صحة هذه المعلومات التي ترقى لمصاف طرح سؤال كبير، وهو عما إذا كانت واشنطن ذاهبة فعلاً لإجراء مراجعة لسياستها في الشرق الأوسط تتضمن تغيير نظرتها لعلاقتها بإسرائيل، ومجمل مواقفها الثابتة من قضايا المنطقة، بما في ذلك القضية الفلسطينية وحرب غزة؟؟.