لقد تجاوزت إسرائيل كل الحدود في عدوانها المستمر على غزة ولبنان في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية. إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته لا يُشكل خطرا على الفلسطينيين ولبنان فحسب، بل يهدد أيضا الأمن والسلم الدوليين ويقوض جهود المجتمع الدولي في تحقيق الاستقرار. كما أن غياب الحلول العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية يؤدي إلى تعميق حالة الانقسام الدولي، ويُضعف من قدرة المنظمات الأممية على فرض القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان. وأمام هذا الوضع الخطير، فإننا في التجمع المدني الوطني العراقي نؤكد أن على الجميع، وخاصة الدول العربية، تحمل مسؤولياتهم و اتخاذ خطوات فورية وجادة لدعم السلطة الفلسطينية الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس وحكومته، والعمل على ما يلي: 1. الدعوة العاجلة عبر الأمم المتحدة لعقد اجتماع دولي يفضي إلى إعلان الاعتراف الرسمي بحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يضمن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. توحيد الجهود العربية لمواجهة جميع أشكال التدخلات الخارجية التي ساهمت في إشعال الحرب وتدمير غزة، والتي امتدت آثارها لتطال لبنان، والعمل على بناء موقف عربي موحد وفاعل للتصدي لهذه التدخلات. إلزام إسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها المستمرة للفلسطينيين في غزة ولبنان، واعتبار ما تقوم به من مجازر بحق المدنيين خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، يستوجب المحاسبة الفورية. تنظيم حملات إغاثة طارئة لدعم سكان غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة قبل فوات الأوان. ه المطالبة بإعادة إعمار غزة بشكل فوري ومستدام، مع النظر في استخدام أوراق القوة الاقتصادية، ومنها ما دعا إليه الشهيد الملك فيصل بن عبد العزيز من استخدام النفط كورقة ضغط سياسية في وجه الدول الداعمة للاحتلال. توثيق الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها المدنيون في غزة وسائر البلدان العربية، واعتماد هذه الحقائق في المناهج التعليمية الحماية الذاكرة الوطنية والعربية من محاولات الطمس والتزييف وتعزيز مفاهيم العدالة والكرامة والانتماء، والتضامن مع قضايا الأمة. إن هذه المطالب تمثل الحد الأدنى من واجبنا الأخلاقي والوطني تجاه الشعب الفلسطيني، وتعبر عن موقف عربي موحد في وجه الغطرسة الإسرائيلية المتواصلة. كما نؤكد على ضرورة اعتبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرم حرب، والمطالبة بمحاسبته أمام المحاكم الدولية على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وعلى دوره في إفشال جهود السلام وقضية الأسرى. إن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، ليس خيارا، بل واجبًا وطنيا وأخلاقيا. وإن أقل ما تقدمه في ظل هذه الظروف المأساوية هو أن نرفع الصوت عاليا من أجل الحق والعدالة.
السبت, يونيو 14, 2025