رغم الإستهداف المقصود…
الدكتور أحمد سعيد عكرة يحقق الفوز
وحقق أصواتا عالية
حملت نتائج الانتخابات البلدية لمدينة صيدا، رسائل سياسية متعددة الاتجاهات، نجحت في بعضها وفشلت في أخرى، إذ لا يمكن قراءة أي استحقاق انتخابي في عاصمة الجنوب التي تشكل صلة الوصل بين المحيط الشيعي جنوبًا والمسيحي شرقًا نحو جزين، إلا من المقاربة السياسية، لطالما كانت المدينة مسرحًا للأحداث.
وبعيدًا عن قراءة أولى نتائج الانتخابات بعودة تيار “المستقبل” إلى المعادلة السياسية من بوابة البلدية الصيداوية تمهيدًا لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026، إلا أن ما لفت الانتباه ما تعرّض له المرشح الدكتور أحمد عكرة، من محاولات حثيثة لبعض القوى لإخراجه من السباق وإسقاطه وتحجيمه، بعدما سطع نجمه كمرشح رجل الأعمال السيد مرعي أبو مرعي، حليف القوات اللبنانية (وهو صهره – زوج كريمته هنا)، ونجل عضو المجلس البلدي السابق الدكتور سعيد عكرة.
ووفقًا لمصادر صيداوية، فإن استهداف الدكتور عكرة، الذي ترشح لمنصب نائب رئيس البلدي على لائحة “سوا لصيدا” برئاسة المهندس مصطفى حجازي، المدعومة أيضًا من رئيس البلدية السابق محمد السعودي وأنصار تيار المستقبل، جرى على عدة مستويات مترابطة، أبرزها الدفع باتجاه تشطيبه، وعدم إضافة اسمه على أي لائحة أخرى، والأهم تشكيل لائحة خاصة مدعومة من قوى سياسية، ساهمت بفوز مرشحين وحصولهم على عدد أصوات عالية، علمًا أنها ضمّت أسماء مرشحين من مختلف اللوائح وحتى رؤسائها.
في الاستهداف الأول، بإخراجه من السباق البلدي، فشلت المحاولة بكل ما تعني الكلمة من معنى، بعدما أظهر الدكتور عكرة قدرته على مواجهة الضغوط والتحديات الكبيرة، وقدرته على تحقيق النجاح بعد منافسة شرسة. ولم يهدأ طوال اليوم الانتخابي، وهو يتابع مع ماكينة اللائحة، ويجول على مراكز الاقتراع، وينبّه من اللوائح الملغومة.
وفي الاستهداف الثاني، فإن فوز الدكتور عكرة جاء كبيرًا، إذ حصل على المرتبة السادسة بأصوات الفائزين، حاصدًا وفق النتيجة الأولية غير الرسمية 7561 صوتًا، بينما رئيس لائحة “نبض البلد”، المهندس محمد دندشلي، حل قبله خامسًا بـ7697 صوتًا. أي بفارق ضئيل، رغم انه مدعوم من النائب الدكتور اسامة سعد والتنظيم الشعبي الناصري وتجمع عل صوتك ومهنسون من صيدا والجوار، وأُضيف إلى لائحة قوى سياسية ثانية، بينما رئيس لائحة “صيدا بدها ونحن قدها” الصيدلي عمر مرجان كان مدعوما من النائب عبد الرحمن البزري والقوى السياسية نفسها ورغم ذلك لم يحالفه الحظ.
فشل الاستهداف المزدوج، ونجاح الدكتور عكرة بدعم من عمه السيد أبو مرعي، وعائلته الصغرى ومن أبناء صيدا، وتاليا فوز لائحة “سوا لصيدا” ب 11 عضوا ما يعني فوز حجازي برئاسة البلدية وعكرة نائبا للرئيس، يعكس بوضوح حقيقة المزاج الصيداوي، والديمقراطية في المدينة، وقدرة الناخبين على التعبير عن أصواتهم بحرية، وبأن مرشح جيل الشباب والتغيير خرج من هذه المعركة أقوى، وسيواصل خدمة مدينته وأهلها بكل عزيمة وإصرار، بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة.