خاص الهديل…
غنوة دريان ..
سعاد حسني معاناة وذكريات مؤلمة
إن كانت سعاد حسني قد عانت كثيرًا وطويلًا من آلام المرض ومن الآثار الجانبية لبعض أدوية الكورتيزون التي كانت تتناولها لمقاومة آلام الظهر الرهيبة، فإنها عانت أيضًا من ذلك الكلام الكثير الذي كان يُقال عن علاقتها بعبد الحليم حافظ وذلك الجدل الصاخب الذي كان يدور حول هذه العلاقة، ومن تحويل الأمر إلى قضية سنوية تثار في الصفحات الفنية، وفي نقاشات البرامج التلفزيونية كلما حلّت ذكرى عبد الحليم.
وأكثر ما كان يحزنها أن الأمر كان يأخذ منحى أشبه بالمعركة الكلامية المثيرة بين فريقين، أحدهما يتبنّى قصة الزواج والآخر ينفيها. وقد زادت حدة ووتيرة هذه المعارك بشكل كبير في السنوات الأخيرة من حياة السندريلا، خاصة بعدما كتب الصحفي الكبير مفيد فوزي مقالًا يؤكد فيه أن حليم وسعاد تزوجا بالفعل وأن السندريلا أكدت له حقيقة ذلك الزواج.
في الحقيقة تبدو حكاية زواج عبد الحليم حافظ من سعاد حسني أشبه بالقصص الأسطورية التي تنطوي على حكايات وألغاز وتفاصيل كثيرة، يحار الناس في معرفة حقيقتها، لها أطراف متجاذبة، هناك من يؤكد أن الزواج تم بالفعل وهناك من يؤكد أن الأمر كله قصة وهمية لا ظل لها من الواقع. وهناك من يتحمّس جدا للرأي الأول، وهناك من يحرّك بوصلته إلى الرأي الثانى.. تكلّم الكثيرون وأفتى المدعون، فأين الحقيقة؟
وبعد رحيلها بأيام قال عم مهدي خادمها الأمين – وقد كان ملازمًا لها منذ بداية الستينيات، أي منذ بداية رحلتها الفنية تقريبًا، وسألته عما يعرفه عن حكاية زواج حليم من سعاد، فقال لي بالحرف الواحد “نعم سعاد تزوجت عبد الحليم عرفيًا لمدة 6 سنوات، وكان يأتي إلى شقتها بالزمالك يوميًا طوال هذه السنوات، وفي أحيان كثيرة كان يمكث عندها إلى أوقات متأخرة من الليل، وكان يغار عليها جدًا، وفي إحدى المرات رأى سيارة مركونة بجوار العمارة التي تسكن بها سعاد فسألني بعضب: هي عربية مين دي وهو فيه حد عند سعاد ولا إيه؟ ولم يهدأ إلا حينما أخبرته أن صاحب السيارة يزور جيرانًا لسعاد، ونفس مسألة الزواج أكدتها شقيقة سعاد جانجاه حين قالت إن السندريلا تزوجت من حليم لمدة تتراوح بين خمس وست سنوات.
بالاضافة الي شهادة حسن يوسف الذي قال عبد الحليم اعترف لي بزواجه من سعاد وقال لي إنه رغم تحذيرات طبية من المعالج الدكتور ياسين عبد الغفار له من الزواج لما يسببه من خطورة على صحته، إلا أنه تجاهل كل هذه التحذيرات وتزوجها.
وهو كلام يتفق تماما مع ما ذكره كمال الطويل من أنه وغيره من أصدقاء عبد الحليم حين كانوا يذهبون لعيادته في مرضه كانوا يجدون سعاد حسني واقفة بجوار سريره بالساعات تعطيه الأدوية، ولم يكن صعبا اكتشاف أن العلاقة بينهما هي علاقة زواج، لكن أحدًا من أصدقاء العندليب لم يكن يجرؤ على سؤاله عن العلاقة بينه وبين سعاد، فقد كان حليم حساسا جدا من هذه الناحية ويراها حياته الخاصة التي لم يكن يسمح لأي كائن من كان من الاقتراب منها.
وقد كان حليم يغار بشدة على سعاد، وفي إحدى المرات وبينما كان يرقد في أحد مستشفيات لندن، اتصل بها في بيتها وعرف أنها معزومة على حفل عشاء في بيت إحسان عبد القدوس فاتصل ببيت إحسان وطلب أن يكلم سعاد وكلمها بالفعل وعرف المدعوون أنها غيرة العندليب على السندريلا.