المعركة البلدية في صيدا تكرس مرعي أبو مرعي رقما صعبا… وعكرة نائبا للرئيس
انقشع غبار المعركة الانتخابية البلدية في مدينة صيدا، التي تُعتبر الأكثر حماوة من بين مختلف المناطق اللبنانية، وأظهرت نتائجها بوضوح محاولة كل طرف سياسي في المدينة تبيان حجم قوته ونفوذه وتأثيره، على مسافة عام من الانتخابات النيابية المقبلة في أيار 2026.
عودة تيار المستقبل
أولى نتائج الانتخابات عودة تيار “المستقبل” إلى ممارسة الحياة السياسية من أبواب البلدية، إذ دعم لائحة “سوا لصيدا” برئاسة مصطفى حجازي، المدعومة من رجل الأعمال مرعي أبو مرعي ورئيس البلدية السابق محمد السعودي، وحصدت 11 عضوًا ورئاسة البلدية ونيابتها.
سعد يحافظ على قاعدته
في المقابل، حافظ النائب الدكتور أسامة سعد على قاعدته الشعبية، بعد دعمه لائحة “نبض البلد” برئاسة محمد الدندشلي، المدعومة من رجل الأعمال محمد زيدان و”تجمع المهندسين في صيدا والجوار” وتجمع “علّي صوتك”، وفازت بـ7 أعضاء رغم انه تحالف طويل وعريض صب في دعم غالبية أعضائها أيضا الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله.
البزري… الخاسر الأكبر
الخاسر الأكبر كان النائب عبد الرحمن البزري، الذي حاول التواري خلف الحيادية والشباب والتغيير، ليقول في حال الفوز أنه دعم لائحة “صيدا بدها ونحنا قدها” برئاسة عمر مرجان، والتي لم يحالفها الحظ، ولم تفز سوى بثلاثة أعضاء، جميعهم مقرّبون من “الجماعة الإسلامية”. وفي حال الخسارة، يقول كما فعل إن التعاون اقتصر على الماكينة الانتخابية، لكنها محاولة مكشوفة لكل أبناء المدينة الذين خبروا البزري جيدًا في التعامل مع مثل هذه الاستحقاقات.
تذاكي الجماعة الإسلامية
أما الجماعة الإسلامية نفسها، فقد دعمت لائحة “صيدا بتستاهل”، وضمّت 16 مرشحًا، وحاولت التذاكي بإعلانها أنها فازت بأربعة أعضاء مقرّبين منها دعموا على لائحتين مختلفتين: 3 منهم في لائحة “صيدا بدها ونحن قدها”، والرابع في لائحة “نبض البلد”. بينما في الواقع، لم يفز أي من مرشحيها على لائحتها الرسمية.
أبو مرعي يكرّس حضوره السياسي
وبين القوى السياسية الأربعة، كرّست نتيجة الانتخابات رجل الأعمال مرعي أبو مرعي كحالة سياسية وقوة مؤثرة وناخبة، باعتباره شريكًا في الفوز، رغم محاولة إخراج الدكتور أحمد عكرة من السباق وتحجيمه، بعدما سطع نجمه كمرشح له، والتصويب على أبو مرعي من بوابة تحالفه مع القوات اللبنانية. ورغم ذلك، فاز عكرة بمنصب نائب رئيس بلدية صيدا بإجماع الحاضرين، وحلّ سادسًا في عدد الأصوات، حيث حصل على 8091 صوتًا.
كواليس انتخاب عكرة
تؤكد مصادر صيداوية أن معركة أبو مرعي في دعم صهره عكرة كشفت عن حقيقة بعض الأطراف، إذ جرت محاولة ضمنية من البزري وزيدان لتقليب أعضاء لائحة “سوا لصيدا” على اتفاق انتخاب عكرة نائبًا للرئيس. لكنها فشلت، ولم يستجب لها سوى عضو وحيد هو عامر معطي، الذي استفاد من أصوات التحالف، لكنه لم يعطِها أصواته.
رسائل انتخابية متعددة
وترى المصادر أن محاولة عرقلة انتخاب عكرة نائبًا للرئيس تحمل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى أبو مرعي وتيار المستقبل بعد التقارب بينهما، لا سيما بعد زيارة الأمين العام أحمد الحريري إلى ديوانية أبو مرعي بعد الإدلاء بصوته مباشرة، كرسالة واضحة على متانة التحالف. والثانية، محاولة لإدخال أعضاء “سوا لصيدا” إلى البلدية ضعفاء وفاقدي الثقة ببعضهم البعض، أو انتزاع منصب نائب الرئيس لصالح عضو آخر يكون تحت السيطرة بالقرار السياسي والإنمائي.
أبو مرعي… رقم صعب
وتشير المصادر إلى أن المرحلة المقبلة، وخاصة الانتخابات النيابية، ستكون فيها حالة أبو مرعي محط اهتمام في لعبة التحالفات، كونه تحوّل إلى رقم صعب في المعادلة داخل المدينة وخارجها. وقد ظهر ذلك من خلال الجهود التي أدت إلى فوز بلدية الهلالية بالتزكية، ومن بين أعضائها كريمته هنا أبو مرعي، زوجة الدكتور عكرة، ناهيك عن دوره في دعم لوائح في منطقة صيدا وشرقها حققت الفوز.