خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
اختيار ليلة العيد كي تنفذ فيها إسرائيل اعتدائها على الضاحية الجنوبية للعاصمة كان بلا شك جزء من الرسالة التي أراد نتنياهو إيصالها للبنانيين.. فنتنياهو أراد القول: لن تهدأ إسرائيل، وستعود لقصف لبنان حتى في ليلة العيد؛ وهذا يعني أنه لا خطوط حمر تكبل يدي نتنياهو في لبنان.
وليلة أمس تكفلت قناة ١٤ الناطقة بإسم أفكار ومواقف ورسائل نتنياهو؛ بتظهير هذا المعنى وذلك عندما تقصدت تسريب معلومة تقول أن قرار ضرب الضاحية منسق مع واشنطن؛ وتريد قناة ١٤ من هذا التسريب القول أن ما يفعله نتنياهو ضد لبنان لديه تغطية من ترامب.. واستدراكاً تريد قناة ١٤ أن تعكس رأساً على عقب مضمون ما كانت قالته قبل أيام من أن سبب إقالة أورتاغوس تعود إلى أنها تحابي نتنياهو ما أغضب ترامب..
هذه المرة تتقصد القناة ١٤ عينها تصحيح معلومتها ولو بشكل غير مباشر، وذلك حينما تقول أن ترامب يؤيد تشدد نتنياهو في لبنان، وهذا دليل ساطع على أن خروج أورتاغوس من الملف اللبناني ليس سببه وجود خلاف بين ترامب ونتنياهو حول لبنان أو تشدد أورتاغوس لصالح نتنياهو؛ بدليل أن الرئيس الأميركي أيّد قيام نتنياهو بضرب بيروت في ليلة العيد.
ليس معروفاً ما إذا كانت قناة ١٤ تكذب، وتحاول تأويل الموقف الأميركي على غير حقيقته؛ ذلك أن رئيس الجمهورية جوزاف عون اعتبر أمس أن نتنياهو يستخدم قصف بيروت كصندوق بريد يطير منه رسائل إلى واشنطن!!.
لقد ظهر ليلة أمس أن هناك حرب بيانات واضحة رغم أنها غير مباشرة بين قناة ١٤ العبرية المعروفة بأنها تعبر عن لسان نتنياهو من جهة ومن جهة ثانية بين قصر بعبدا الذي قال أن نتنياهو يقصف في بيروت كي يجعل واشنطن تسمع اعتراضه على مبادراتها وسياساتها في المنطقة؛ فيما نتنياهو رد عبر قناة ١٤ قائلاً أن عدوانه ليلة أمس على بيروت منسق مع ترامب، ما يعني أنه يتم من داخل سياسة ترامب في المنطقة وليس ضدها أو اعتراضاً عليها!!.
وما يجدر التوقف أمامه هنا هو هل نتنياهو في لبنان يملك ضوء أخضر أميركي وشيك على بياض؟؟. وإذا كان الجواب نعم، فالسؤال هو هل يعني ذلك أن هناك مشروعاً أميركياً إسرائيلياً مشتركاً في لبنان؛ وما هي أهدافه؟؟ هل أهدافه تطبيق القرار ١٧٠١ أم تطبيق خطة نتنياهو في لبنان ضمن أفق رسم شرق أوسط جديد.. وهنا لا يعود الحديث مقتصراً على معادلة “السلاح بمقابل السلام” بل “السلام مقابل الاستسلام”!!.