خاص الهديل…
![]()
بقلم: ناصر شرارة
يحتاج بنيامين نتنياهو إلى تصعيد عسكري كبير أو افتعال حدث نوعي ما، كي يغير اتجاه الاهتمام داخل إسرائيل من التركيز على احتمال أن يجري يوم الأربعاء المقبل إسقاط حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة، إلى جعل الواقع السياسي الداخلي الإسرائيلي يركز بدل ذلك على أمر مستجد قام به نتنياهو على واحدة من “الجبهات السبع”..
هناك لائحة كبيرة من الأحداث النوعية التي قد يلجأ لافتعالها أو تسعيرها نتنياهو بغرض جعل الحدث خلال الأسبوع المقبل داخل إسرائيل هو دعم حروب نتنياهو وليس إقالة نتنياهو..
على رأس هذه الأحداث المتوقعة أو المرشحة لأن يقوم بواحدة منها نتنياهو خلال الأيام التي تسبق يوم الأربعاء أو تواكب أجواءه كما ستتمظهر خلال وبعد جلسة الكنيست الخاصة بالتصويت على مقترح حل الحكومة أو تبكير الانتخابات، هي التالية:
الحدث الأول المتوقع هو توسيع الهجوم البري على غزة؛ علماً أن هذا الأمر سيجعل الموضوع الذي هو الآن سبب احتمال سقوط نتنياهو – وهو موضوع تجنيد الحريديم – أكثر سخونة؛ ذلك أنه في كل مرة ينخرط فيها الجيش الإسرائيلي في حرب برية تتعالى الأصوات عن حاجته لجنود وبالتالي تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تجنيد الحريديم. وعليه فإن توسيع الحرب البرية في غزة أو غيرها من المناطق في هذه اللحظة؛ هو أمر سيضر لعبة نتنياهو الهادفة لأن يتم في هذه اللحظة تأجيل مسألة طرح قانون تجنيد الحريديم حتى يدخل الكنيست عطلته الصيفية بعد نحو أقل من شهر.. ومن هنا فإن التوقع هو أن يصعد نتنياهو عسكرياً في غزة؛ ولكن من الجو وعبر عمليات أمنية خاصة؛ وستكون ليلة القدر عنده هي أن يستطيع قبيل يوم الأربعاء أن يطلق بالقوة أسيراً إسرائيلياً حي من بين يدي حماس!!.
الحدث الثاني الذي قد يلجأ نتنياهو لتنفيذه حتى يغير اتجاه الرياح السياسية الداخلية الإسرائيلية هو اغتيال واحد من الشخصيتين التاليتين: السيد عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله أو الشيخ نعيم قاسم.
والواقع أن الإعلام العبري بدأ منذ فترة يتحدث عن أن هناك قراراً في إسرائيل باغتيال إحدى هاتين الشخصيتين أو اغتيال كلاهما معاً!!.
وكانت الكثير من المقالات والتقارير الإسرائيلية في الفترة الأخيرة تقاطعت عند معلومة تقول أن المخابرات الإسرائيلية لديها فقر كبير بموضوع معلوماتها عن الوضع الداخلي اليمني؛ وهي بالتالي ليس لديها بنك أهداف يعتد به، يمكنها من القيام بعمليات أمنية نوعية في اليمن كالتي نفذتها في غزة ولبنان وحتى في إيران. وعليه فإن هذا الواقع يضعف قدرة إسرائيل على تنفيذ هدف أهدافها في هذه المرحلة وهو اغتيال السيد بدر الدين الحوثي؛ وعليه فقد يفكر نتنياهو بالذهاب خلال أزمته هذه لهدف قد يكون أقل صعوبة وهو اغتيال الشيخ نعيم قاسم.
… غير أنه داخل إسرائيل يوجد سؤال حول كيف سيكون رد فعل حزب الله على اغتيال الشيخ نعيم قاسم؟؟؛ هل سيقوم الحزب بالرد مما يؤدي لتجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان. ربما كان نتنياهو يريد أن تذهب الجبهة الشمالية إلى هذا السيناريو تحديداً: أي إلى اغتيال الشيخ نعيم قاسم؛ يليه رد بالقصف الصاروخي من حزب الله؛ الأمر الذي يجعل نتنياهو يعلن تجديد الحرب على لبنان؛ وهكذا يصبح خبر مصير قانون تجنيد الحريديم له منزلة الخبر العاشر داخل الواقع السياسي والإعلام الإسرائيلي؛ وبهذه الطريقة يشتري نتنياهو نحو ثلاثة أسابيع تفصله عن دخول الكنيست العطلة الصيفية، ومع بدئها يدخل ضغط الحريديم عليه في نوع من الإجازة غير مدفوعة الثمن!!.
هل يفكر نتنياهو بالقيام بهذا السيناريو؛ ما يؤدي أيضاً إلى تحقيق هدف إجرامي إسرائيلي آخر، وهو ضرب موسم السياحة اللبناني..

