خاص الهديل…
غنوه دريان…
كما هي حال جميع البدايات، فإن رحلة النضال من أجل حقوق مجتمع الميم-عين في العالم العربي لم تكن سهلةً على الإطلاق، خاصةً في بداياتها، بل كانت محفوفةً بالتحديات والمخاطر.
على مرّ السنوات، واجه هؤلاء الأفراد صعوبات كثيرةً، بدءاً من الرفض الاجتماعي وصولاً إلى التمييز القانوني والعنف، ناهيك عن المطالبة بقتلهم وإقصائهم.بالعودة إلى السنوات الماضية، كان الحديث عن مجتمع الميم-عين بمثابة “تابو” في معظم الدول العربية، إذ كانت المواضيع المتعلقة بالمثلية الجنسية أو الهوية الجندرية و/ أو الجنسية تُعدّ من المحرمات التي لا يُسمح بتناولها في النقاشات العامة أو الخاصة، حتى أن بعض العائلات كانت تعيش في حالة من الإنكار وترفض الحديث عن مثل هذه المسائل ضمن الجدران المغلقة، وذلك بسبب ثقافة “العيب والحرام”، ما دفع بالعديد من أفراد الميم-عين إلى العزلة والخوف من التعبير عن هويتهم الحقيقية بسبب الألسنة التي لا ترحم والأيادي التي قد تمتدّ لإنهاء حياتهم.بدأت الأمور تتغير تدريجياً مع ظهور بعض المنصات الإعلامية،
الذي وفّر مساحةً آمنةً للأفراد للتعبير عن أنفسهم/ نّ ومشاركة تجاربهم/ نّ وقصصهم/ نّ الملهمة، ما أتاح للأصوات المهمشة أن تُسمع.
وهكذا، بدأت القصص تتوالى تباعاً، كاشفةً عن التحديات اليومية التي يواجهها مجتمع الميم-عين، مثل التمييز، العنف والوصم الاجتماعي.اللقاءات مع عدد من أفراد مجتمع الميم-عين والحديث عنهم/ نّ ومعهم/ نّ حول طريقة تفكيرهم/ نّ وتمرّدهم/ نّ ووجودهم/ نّ في مجتمع ينبذهم ويصرون فيه على تأكيد هويتهم/ نّ برغم الأخطار،التحديات الكبرى لم تكن في الوصول إلى بعض أفراد مجتمع الميم-عين، أو داعميهم/ نّ وإجراء حوارات معهم/ نّ، بقدر ما كانت حول نقل الصورة بشكل موضوعي وتمرير أفكار قد تخالف معتقدات الكثيرين/ ات وآراءهم/ نّ، الأمر الذي قد يعرّضني شخصياً للمضايقات من بعض الأفراد المحيطين بي، بسبب دعمي لهذه الفئة من المجتمع، لكني لم أخشَ ذلك كوني محاطاً في الغالب ببيئة داعمة لعملي وأسلوبي الصحافي الذي يحذو دوماً نحو الفن و”تقديس” الإنسان مهما كانت آراؤه السياسة أو ميوله/ ا الجنسية .
ونحن هنا نعرض لحالة بدأت تستشري في العالم العربي ولكنها حالة لا نتبناها فمجتمع الميم _ عين مجتمع علينا إصلاحه وسعادته الي الطريق القويم ومن أجل فعل ذلك كان علينا الدخول الي مجتمعهم ،لأن واجبنا الأول والأخير هو اصلاح هذا المجتمع واعادته الي الطريق القويم ،وكان الهدف من اسلوبي الصحفي هو دفع هذه الفئة للاعتراف بما هي عليه لمساعدتها للعودة الي الطريق القويم .
فرويدا رويدا وعلى طريقة المحارب السمج أن نغزو هذا المجتمع بغية إعادة تقويمه بالكلمة ،والتفكير بأن هذا الطريق سوف يؤدي الي التهلكة وان لعب دور الضحية لن يجدي نفعا وتأكيد الهوية يجب أن يكون عبر تأكيد الهوية السوية
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*