خاص الهديل….
قهرمان مصطفى….
مع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها الرابع؛ يبدو أن المواجهة بينهما أظهرت أن الطرفين عاجزان عن تحقيق نصر حاسم حتى الآن. فرغم أن إسرائيل نفّذت ضربة جوية كبرى، بمشاركة نحو 100 طائرة بعضها من طراز “إف-35″، مستهدفة مواقع عسكرية ونووية إيرانية، إلا أن العملية لم تحقق الهدف الأهم: شلّ أو تدمير البرنامج النووي الإيراني.
الضربة التي اعتمدت على عنصر المفاجأة والتنسيق مع عملاء داخل إيران، اصطدمت بحقيقة أن إيران عملت خلال السنوات الماضية على تحصين منشآتها النووية داخل الجبال، ما جعل الوصول إليها وتدميرها أمراً بالغ الصعوبة ولا يمكن تنفيذه إلا عبر قوى عظمى تمتلك قنابل خارقة للتحصينات.
وفي المقابل، جاء الرد الإيراني قوياً وغير مسبوق؛ إيران أطلقت صواريخ فرط صوتية يصعب على أنظمة الدفاع رصدها واعتراضها خلال وقت قصير، بالإضافة إلى هجمات بالطائرات المسيّرة، تمكنت من الوصول إلى عدة مدن إسرائيلية في وقت واحد، هذا ما أوقع خسائر مادية ومعنوية، ودفع السفير الأمريكي في تل أبيب إلى الاحتماء بالملاجئ عدة مرات خلال ليلة توصف بأنها “الأكثر قسوة” على إسرائيل منذ سنوات.
إلا أن النظرة الأعمق تكشف أن المواجهة الأخيرة لم تغيّر قواعد اللعبة. إسرائيل لم تحقّق هدفها الاستراتيجي، وإيران بدورها لم تفرض معادلة ردع كاملة.. السيناريوهات المقبلة تتراوح بين تصعيد أوسع قد يستدعي تدخلاً أمريكياً مباشراً، أو عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات في ظل استنزاف متبادل.
وفي خضم هذا الاشتباك المعقد، يبدو أن الشرق الأوسط دخل مرحلة صراع مفتوح لا يتوقف عند حدود الضربات العسكرية، بل يمتد إلى معركة إرادات، حيث لا منتصر واضح حتى الآن، لكن الخسائر تتصاعد لدى الجانبين.