خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يقال أن العقيدة العسكرية الإيرانية صاغها الإمام الخميني وهي تقوم على أنه إذا تعرضت إيران لاعتداء عليها داخل أراضيها فهي ترد على هذا الاعتداء بنفسها وبواسطة قواتها العسكرية الإيرانية؛ أما إذا تعرضت لعدوان على مصالحها خارج إيران فهي ترد عبر أذرعها وحلفائها خارج إيران.
ما حدث أن إسرائيل هاجمت إيران داخل أرضها؛ وهذا حتم على طهران بموجب تطبيقات نظرية الإمام الخميني أن ترد من داخل إيران على إسرائيل..
أضف أن حلفاء إيران خارج أراضيها تعرضوا لضربات كبيرة خلال العامين الأخيرين، حتى أن بعضهم وأهمهم خرج من دائرة الفعالية أقله على المدى المنظور أو ربما المتوسط. وكل هذه العوامل جعلت إيران تواجه بنفسها إسرائيل ومن ورائها واشنطن، وجعلها تضطر لأن تخرج للمنازلة الكبرى مع إسرائيل – حسب تسمية أدبياتها – ولكن في توقيت لم تختره هي بنفسها.
والواقع أنه بخصوص الصراع مع إسرائيل كان دائماً لدى طهران استراتيجيتها المغايرة التي تقول أن تل أبيب تعتمد على الحرب مع جوارها من أجل الهروب من مشاكلها الداخلية وتصديرها إلى الخارج؛ وتضيف هذه النظرية أن المطلوب ترك أزمة إسرائيل الداخلية تصل لنقطة الذروة وحينها يحين توقيت منازلة إسرائيل الكبرى.
داخل بيئة إيران هناك من يخشى الآن أن تكون إسرائيل استغلت لحظة أزمة إيران الداخلية القصوى ولحظة أزمة محورها القصوى لتحدد من عندياتها ساعة الصفر لبدء المنازلة الكبرى مع برنامج طهران النووي.
ويقود كل ما تقدم لاعتبار أن عنصر التوقيت في هذه المعركة ليس من صناعة إيران، ولكن بالتأكيد من صناعة نتنياهو الراغب حالياً في جعل ترامب يلحق بتوقيته في المنطقة؛ ويتورط معه في خوض الحرب ولا يكتفي فقط بتغطيته سياسياً وتسليحاً.
وفي حال نجح نتنياهو بتحقيق أهم هدف ضمن أهدافه وهو ليس فقط شن هجوم على إيران، بل توريط أميركا بالحرب على إيران؛ يصبح حينها نتنياهو هو القرار الأميركي في المنطقة، وليس فقط منفذ القرار الأميركي في الشرق الأوسط..
.. وعليه فإن السباق حالياً داخل حرب إسرائيل على إيران هو بين نجاح البيت الأبيض بإنتاج وقف نار بين طهران وتل أبيب من جهة، وبين نجاح نتنياهو بجعل ترامب يوافق على الدخول في الحرب لتصبح حرباً أميركية إيرانية بدل أن تظل حرباً إيرانية إسرائيلية.