خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
بعد اقتراب الحرب الإيرانية الإسرائيلية من دخولها أسبوعها الأول لا يبدو أنها ستكون حرباً قصيرة.. ببساطة لأن أطرافها الثلاثة يعتلون في هذه اللحظة رأس الشجرة التي لا يمكن النزول عنها بسهولة أقله في هذا المدى المنظور: ترامب تراجع عن فكرة التفاوض واستبدلها بدعوة إيران للاستسلام دون شروط..
نتنياهو يتجه لينسخ جملته الشهيرة في غزة ويطبقها على حربه مع إيران: “النصر المطلق”.
موقف طهران أنها لن تفاوض تحت الضغط العسكري.
لا يوجد سيناريو حتمي ومقروء؛ ولكن من خلال الوقائع يمكن توقع التالي:
تدخل أميركي علني وضمن أنشطة الهجوم.. أي انتقال واشنطن من مربع الدفاع عن إسرائيل ودعم تسليحها إلى موقع حسم الحرب نيابة عنها أو بالترافق معها.
الإشارة النوعية عن بدء أميركا الحرب على إيران سوف تتمثل بمهاجمة موقع فوردو النووي بالقنبلة الأم التي لا يملكها إلا الجيش الأميركي في كل العالم.
من منظار نتنياهو فهو يريد ويتقصد أن تنتهي الحرب بالضربة الأميركية الواضحة والقاضية على إيران!!.
لماذا؟؟
لأسباب رئيسة كثيرة؛ أهمها أن نتنياهو لا يريد أن تنتهي الحرب بعودة إيران لطاولة التفاوض مع واشنطن، بل يريد من إدارة ترامب أن تكرر مع إيران نفس ما فعلته الولايات المتحدة الأميركية مع ألمانيا في الحرب الكونية الثانية وذلك لجهة مقايضتها وقف الحرب عليها بإعلان استسلامها غير المشروط؛ وأيضاً أن يكرر ترامب ما فعلته أميركا بعد الحرب الكونية الثانية ضد هيروشيما اليابانية، مع موقع فوردو النووي الإيراني.
بمعنى آخر فإن نتنياهو يتقصد أن يسرب ويعلن ويطلب من الولايات المتحدة أن تدمر موقع فوردو الموجود بعمق لا يمكن لغير التكنولوجيا الأميركية الوصول إليه.. ولكن نتنياهو لا يريد فقط أن يستعين “بأم القنابل” الموجودة فقط بترسانة أميركا، ليدمر بها فوردو؛ بل يريد أن يدمر ترامب موقع فوردو كي يتحمل شخصياً – أي ترامب – ومعه أميركا مسؤولية النتائج الإشعاعية المهولة التي ستنتج عن ضرب فوردو.. فداخل موقع فوردو يوجد الجزء الأكبر من مخزون اليورانيوم المخصب؛ وعليه فإن تدميره سيكون له على إيران، ولو بشكل غير مباشر، نفس مفاعيل قنبلة هيروشيما الأميركية على اليابان.. وهذا يعني أن نتنياهو يريد أن تنهي أميركا الحرب مع إيران على صورة النصر الحاسم بحيث تعلن استسلامها على نحو ما فعلت “ألمانيا النازية”؛ وبحيث تعاني من نفس الضرر الذي لحق باليابان بفعل توجيه أميركا ضربتين نوويتين لها.
“الضربة شبه النووية” هو النهاية التي يسعى نتنياهو لجعل ترامب يقوم بها.. أي إغراق إيران بالنتائج التي ستسفر عنها عملية ضرب موقع فوردو!!..