خلف الحبتور:
ما يجري اليوم ليس دفاعاً عن الشعوب
بل تدمير ممنهج لها
إلى كل من يؤجج نار الفتنة في منطقتنا: إيران، إسرائيل، وأخيراً أمريكا بضربها المفاعل النووي. ألا تدركون خطورة ما تفعلون؟ هل أنتم فعلاً واعون لعواقب هذه الأفعال؟ ما تقومون به لا يهدد أمن دولة واحدة، بل يضع العالم بأسره — وفي مقدمته دولكم — على حافة الانفجار.
من أعطاكم هذا الحق؟ من خوّلكم أن تقرّروا مصير ملايين البشر؟ من سمح لكم أن تعبثوا بحياة الأطفال، والأمهات، والآباء وتلقوا بهم في مصيرٍ مجهول؟ ألا ترون صور الضحايا؟ ألا تسمعون صرخات الخوف في عيون الصغار في بلدانكم؟ من الرادع؟ ومن سيضع حداً لهذا الجنون وهذه الأنانية؟
هذا ليس “استعراض قوة”، بل انهيار أخلاقي وسياسي.
ما يجري اليوم ليس دفاعاً عن الشعوب، بل تدمير ممنهج لها. نعم، من حق الدول أن تحمي نفسها، لكن ليس على حساب الأبرياء، وليس بتغذية الحروب التي لا تنتهي.
رسالتي لكم: استفيقوا! فهذا ليس وقت التصعيد، بل وقت التهدئة والحكمة. كفى تدميراً، كفى عبثاً، كفى استهتاراً بأثمانٍ ستدفعها أجيال قادمة.
اتقوا الله في الناس. العالم لا يحتمل حروباً جديدة. ولا شعوب مرتاحة اليوم، لا في أوروبا، ولا في آسيا، ولا في الشرق الأوسط. الفوضى تعمّ الكوكب، والتوتر في كل زاوية.
من سمح لكم بتعكير صفو الأرض؟ من فوضكم بهذا الخراب؟ اجعلوا السلام مشروعاً عالمياً، لا الحرب. من يزرع النار، سيحصد الرماد، عاجلاً أم آجلاً.