خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
يتوجب مرور بعض الوقت للإجابة عن سؤال ما إذا كان ما حصل هو أول جولة في حرب إسرائيل – إيران أو نهاية الحرب الإسرائيلية على إيران المدعومة من واشنطن..
يفترض الانتظار لمعرفة ماذا قال ترامب أمس لنتنياهو؛ وماذا قال فانس وديتكوف لعرقجي؛ وكيف هذه المرة ترامب الأميركي هو من حاك السجادة الإيرانية وليس طهران..
ظهر ترامب أمس أنه هو من أعد ملعب الملاكمة ووزع الأدوار على نحو ناسب بالشكل إيران التي وجهت ضربة لقاعدة العتيد كبرى القواعد الأميركية في المنطقة، وناسب نتنياهو الذي وضع داخل شقوق حائط المبكى ورقة كتب عليها أنه نفذ مهمة تدمير خطر إيران النووي ضد اليهود؛ وناسب بالأساس ترامب نفسه الذي قال لإيران شكراً على التعاون؛ وقال لإسرائيل لن تجدي مخلصاً لصهيون أكثر مني، وقال لحركة ماغا لا عودة للحرب بل هي كانت برهة من تطبيقات نظرية سلام القوة
السؤال الآن هو هل جرى وقف النار بين إيران وإسرائيل بالطريقة نفسها التي جرى فيها وقف النار بين باكستان والهند؛ بمعنى أن الدولتين وجدتا أنه من الأفضل لهما استعمال السلم الأميركي للنزول عن الشجرة..
إذا كان الأمر فعلاً كذلك؛ فهذا يعني أن العالم في عهد ترامب يعيش فترة سِمتها اللافتة الحروب الخاطفة التي لا تؤدي إلى تسويات؛ ولكنها توقف الحرب من دون أن تنهي أو تحل أسبابها.. وعليه يمكن الاستنتاج هنا أنه لأن بوتين يريد حلاً يؤسس لوقف الحرب مع أوكرانيا؛ فإن هذه الحرب تحولت إلى فصل من كتاب السلام المفقود.. وأيضاً لأن الفلسطيني يريد حلاً سياسياً لوقف النار ينهي الحرب؛ فإن الحرب تستمر هناك..
وبعد كل هذه التجارب عن الحرب وتدخل ترامب لوقف النار فيها وليس حل أسبابها يصبح بالإمكان القول أن المعادلة السائدة اليوم هي التالية: “وقف النار مقابل عدم إنهاء أسباب الحرب”؛ هي الحلول التي يقدمها ترامب لأزمات العالم الساخنة؛ وعلى لبنان أن يخشى من أن وقف النار بينه وبين إسرائيل لا يعني وقف الحرب، بل بقاء أسبابها قائمة!!.