في العام الهجري الجديد : كيف نبقى ونكون ونستمر.
بقلم الشيخ مظهر الحموي
رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الجمهورية اللبنانية
كيف يمكن أن نقرأ وقائع وأحداث عام مضى ونحن نواكب يوميا المآسي والمصائب التي تصابحنا وتماسينا وتراوحنا وتغادينا؟
لن ننحو إلى النظر بعين التشاؤم في تصوير محصلة العام المنصرم ، ولكن لا نصرف النظر عن تلمس عيوبنا ومشكلاتنا ، ونحن في صدد جردة حساب سنوية كما تعتمدها المؤسسات الكبرى الراقية، في محاولة منها لمعرفة تقدمها وتبيان حقيقة أوضاعها، لأخذ العبر من أخطائها، أملا في تصحيح مسيرتها وتجاوز محنتها.
ومع العام الهجري الجديد ، ألم يحن الأوان بعد لنهجر ضعفنا وخنوعنا وإنبطاحنا لأعداء الله والدين ؟ ونقف بكل جرأة وإيمان في وجه كل من يريد ذلنا وطمس حقيقتنا وتاريخنا ووجودنا وكرامتنا ؟
ومتى تستشعر هذه الأمة أن أبناءها قد هجروا حال الدعة والركون فيما لا يزال العدو الاكبر بنو صهيون يتجرؤون على مقدساتنا وحرماتنا وأرضنا؟
أسألكم أجيبوني من يقف بيننا وبين عزتنا من يقف بيننا وبين التوحد من يقف بيننا وبين الدفاع عن أنفسنا من يقف بيننا وبين وجود كرامتنا من يقف بيننا وبين قتال إسرائيل..!؟
والجواب خلافات تمزق ضياع جهل ، إذا رغم كل هذا الوجود العربي والإسلامي فقر ونحن الأغنياء أمر غريب ، ذل ونحن الأعزاء الأقوياء شيء عجيب ، جهل والعلم يتفجر من مكونات هذه الأمة وأعماق كتابها ، تبعية ونحن أمة موصولة بالله تستمد العزة والقوة منه سبحانه إذا لمن نكون وبمن نستجير..!؟
فمتى نرفض الذل لندخل كنف العزة والكرامة ، ومتى نهجر روح الخنوع والإستكانة لنستعيد روح الإستعلاء ومواجهة التحديات ، ونترك الرضا بالعار الى الثوابت نحو المجد والرفعة؟
يجب أن نبقى ونكون ونستمر ونحافظ على وجودنا وموقعنا وندافع عن تاريخنا ونحفظ كرامتنا فنكسب بذلك رضى الله ، ونستحق الإنتساب إلى صاحب الهجرة المباركة سيدنا محمد ﷺ ونحظى بإحترام أبنائنا والأجيال اللاحقة…متى؟
كل عام هجري والأمة الإسلامية بخير