سماحة مفتي الجمهورية اللبنانيّة:
من يتجرأ على حقوق أهل السنة بعد اليوم لن نسكت أبدًا
بقلم الشيخ مظهر الحموي
رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الجمهورية اللبنانية
لقد رحّب جميع المسلمين. بالكلمة الهامّة لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان الذي أكد على الثوابت الأساسيّة لدار الفتوى والّتي يتمسّك بها المسلمون : قال سماحته : أنّ السنّة في لبنان أولا، وأنّنا أصحاب الدّولة ولا دولة في لبنان من دون السنّة ولا مجال لأحد أن يهمّش أهل السنّة أو يستبعدهم أو يتجرّأ على حقوقهم نحن في دار الفتوى مؤتمنون أولا أمام اللّه سبحانه وتعالى وثانيا أمام ناسنا وأهلنا بأننا سنحافظ على حقوق السنّة ولن نتخلّى أبدًا على هذا الواجب .
إن كنا نتريّث في بعض الأحيان في رفع الصّوت هو فقط لإعطاء فرصة للآخرين وهو من أجل أن يصوّبوا الأمور أكثر ولكن إن تجرّؤا في الأمر أكثر على حقوقنا لن نسكت بعد اليوم
وأعلن سماحته أنّه سيطلق في الأيام المقبلة دعوة لجميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات إلى لقاء موسّع يعقد في دار الفتوى حتّى يكون الهمّ السنّي أمام الجميع ثم قال : نحن وإيّاكم إن شاء الله متمسّكون بمواقفنا الثابتة الّتي لا تتغيّر بتغير الظروف نحن الحريصون على أمن هذا البلد لا أمن في هذا البلد بدون الأمن للسنّة فليفهم من يريد أن يفهم ….
بعد هذا الكلام الواضح والصريح والذي يشكر عليه سماحته فإننا ندعو بصراحة وبصورة عاجلة الى أن يتخلّى السياسيون عندنا عن مواقفهم المتشنّجة ليلتقوا دائمًا ، وليس لمرّة واحدة يتيمة كما حدث في العام ٢٠٠٠ بل في لقاء مستمر على المصارحة والتخطيط وفي مجلس يضمّ رؤساء الحكومات وكبار السّاسة ومعهم سماحة مفتي الجمهوريّة حتّى يضعوا إستراتيجيّة لأهل السنّة في لبنان ، ويقرّوا وثيقة تفاهم وتنسيق فيما بينهم ، ويطلقوا مبادرة يترقّبها المسلمون تؤكّد على التشاور والتحاور في المفترقات الهامّة حرصًا على مشاعر قاعدتهم وخاصّة في مثل هذه الظروف الّتي نعيشها ، وهو ما سبقنا إليه سائر الطوائف والمذاهب في لبنان.
ولن نخوض في تفاصيل هذا الإقتراح ، بل سنترك أمرها للمسؤولين والمختصّين عندنا ، حتّى يستعيد أهل السنّة كيانهم ودورهم ووجودهم الحضاريّ بالتعاون مع ممثيلهم على الرغم من تباين المواقف السياسيّة المحليّة.
ونوجز إقتراحنا بإنشاء عدّة مجالس كبرى هي كالتالي:
١- المجلس السياسيّ الأعلى الذي يضمّ رؤساء الحكومات وسماحة مفتي الجمهورية والوزراء والنواب وكبار السّاسة لأهل السنّة .
٢- مجلس العمل الإسلاميّ الأعلى والذي يضمّ الحركات والأحزاب والهيئات الإسلاميّة السنيّة المختلفة.
٣- مجلس كبار علماء أهل السنّة في لبنان برئاسة دار الفتوى .
٤- المجلس الثقافيّ الأعلى للعلوم والإختصاص ويضم نخبة من أهل العلم والثقافة والإختصاص في كافّة المجالات.
٥ – المجلس الخيريّ والصحيّ والبيئيّ الأعلى ويضمّ الجمعيات والمؤسسات الخيريّة والإجتماعيّة والصحيّة والبيئيّة السنيّة في لبنان.
هذه المجالس ، إضافة إلى المجلس الشرعيّ الإسلاميّ الأعلى الذي هو رأس الهرم للطائفة الإسلاميّة السنيّة ، ولهذه المجالس مهمّة التّشاور والتّلاقي في مواعيد دوريّة أو كلّما دعت إليه الحاجة – وما أكثرها اليوم – حتّى يبحثوا في واقع المسلمين على المستويات كافّة ، وليس من أجل الإستئثار والمماحكة ، وإنّما من أجل توحيد الرؤى والتطلعات بين الجميع وسائر المؤسسات الإسلاميّة سواء أكانت سياسيّة أو دينيّة أو حزبيّة أو إجتماعيّة أو غير ذلك.
فهل يبادر الجميع عندنا إلى قراءة هذه المقترحات وتداولها وإبداء الرأي فيها ، أم أننا سنبقى على هذه الحال من التشرذم والتفتت والتمزف .؟
إنها دعوة جادة لكلّ السّياسيين والمراجع الدينيّة والمثقفين والعلماء والذين يعملون في الحقل العام ، حتّى يدلوا بدلوهم ويستفيضوا في بحث ومناقشة هذا الإقتراح ، أملا في تبنيه وإعتماده ، لأنّه من غير الجائز ألاّ نستعيد وحدتنا وتضامننا ودورنا وقد أمرنا اللّه سبحانه وتعالى بذلك في محكم كتابه فقال عز وجل { وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰنࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰلِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ }.