وسط تفاقم أزمة المياه في مختلف المناطق اللبنانية نتيجة شحّ الأمطار وغياب الخطط البديلة،
إضافة إلى فوضى أسعار صهاريج المياه الخاصة التي تتحكّم بالسوق،
شهدت بلدة كفردبش في قضاء بعلبك اليوم الخميس حادثة دامية أودت بحياة شخصين
وأدت إلى إصابة ثالث بجروح خطرة، إثر خلاف على مورد مائي.
ووفق معلومات صحافية”،
اندلع إشكال بين أفراد من عائلتي نجار وسيف الدين حول بئر مياه يستخدمه الأهالي لتلبية احتياجاتهم اليومية.
ومع تصاعد التوتر، تحوّل الخلاف إلى إطلاق نار متبادل،
أسفر عن مقتل العسكري المتقاعد علي نزهة على الفور، ومقتل م. سيف الدين بطلق ناري،
إضافة إلى إصابة عنصر في قوى الأمن الداخلي بجروح حرجة.
على الفور، نُقل المصابون إلى أحد مستشفيات المنطقة،
فيما حضرت القوى الأمنية وفرضت طوقًا في محيط مكان الحادث،
وفتحت تحقيقًا بالواقعة، وباشرت بملاحقة مطلقي النار لتوقيفهم ومحاسبتهم قانونيًا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت مناطق لبنانية أخرى
في الفترة الأخيرة إشكالات مماثلة بسبب النزاعات على مصادر المياه،
خاصة مع التراجع الكبير في معدلات الأمطار هذا العام إلى مستويات أدنى بكثير من المتوسط السنوي المعتاد.
وباتت الصهاريج الخاصة تُعدّ المصدر شبه الوحيد لتأمين المياه في بعض القرى،
في ظل غياب الرقابة الرسمية وغياب آلية تسعير واضحة،
ما سمح لبعض أصحاب الصهاريج باستغلال حاجة الأهالي وفرض أسعار باهظة تفوق قدرة العائلات على تحمّلها.
وتحذر أوساط محلية من أنّ استمرار تجاهل السلطات الرسمية لأزمة المياه يهدّد بتحوّل
هذه النزاعات إلى مصدر خطير يهدد السلم الأهلي في عدد من القرى اللبنانية.