الهديل

في دارة الهديل.. كبار لبنان يتكاتفون لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة

في دارة الهديل.. كبار لبنان يتكاتفون لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة

في أمسية وطنية راقية، استضاف رئيس تحرير مجلة “الهديل” الأستاذ بسام عفيفي في دارته البيروتية حفل عشاء حواري تكريمي، بحضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، ونقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ عوني الكعكي، إلى جانب نخبة من كبار الشخصيات السياسية والأمنية والإعلامية، أبرزهم رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط الأستاذ محمد الحوت، القاضي هاني الحجار، القاضي الشيخ خلدون عريمط، والعميد طوني منصور، العميد طوني قهوجي، العميد مرشد سليمان، العميد جوني صيصة، وعدد من الوزراء السابقين ورجال الأعمال والإعلام.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية من الأستاذ بسام عفيفي، الذي عبّر عن فخره باستضافة هذه النخبة من الشخصيات، مخصّصاً تحية خاصة لصاحب السماحة المفتي دريان، واصفًا إياه بـ”الرجل الوطني المعتدل” الذي يسعى إلى جمع الكلمة وتعزيز الوحدة الوطنية.

وفي كلمة شاملة، رسم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خريطة طريق ترتكز على ثلاثة محاور أساسية: الأمن، والعدالة، والعلاقات العربية.

وأشاد بداية بدور الأجهزة الأمنية، وخصّ الأمن العام بالدور المحوري في حماية الاستقرار، مؤكدًا أن “الأمن هو نعمة إلهية كبرى، وواجبنا حمايتها”. وتوقف عند تجربة اللواء حسن شقير، واصفاً إياه بأنه “رجل ميدان وصاحب رؤية وإرادة”.

وفي الشأن القضائي، دعا إلى “استعادة هيبة القضاء” وتحقيق “عدالة من دون استنسابية”، مؤكدًا أن “الفساد لا دين له ولا طائفة، ويجب أن يُحاسب كل من أساء إلى المال العام”.

أما عن الإعلام، فقد اعتبره “سلطة أخلاقية” وأداة لنقل صوت الناس، داعيًا إلى إعلام حر، صادق وشفاف، يواكب تطلعات اللبنانيين.

وتطرّق المفتي إلى زيارته الأخيرة إلى سوريا، مؤكداً أنها “جاءت في سياقها الطبيعي”، ومشدّداً على أهمية “العلاقات مع دمشق المبنية على الاحترام المتبادل والسيادة”. وأكد أن زيارته كانت باسم المسلمين في لبنان وليس باسم الدولة، مشيراً إلى إيجابيتها ودعوته لتفعيل اللجان المشتركة مع سوريا.

من جهته، أكد مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير أن “سوريا بلد شقيق، واستقرار لبنان يرتبط عضوياً باستقرارها”، مشيداً بدور المملكة العربية السعودية في دعم سوريا وعودتها إلى الحضن العربي، وكذلك في الدفع نحو تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

ودعا شقير إلى “ترميم العلاقات اللبنانية – العربية”، مشيراً إلى التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة. كما نوه بالدور الإيجابي الذي تلعبه المؤسسات الدينية، ودعا رجال الدين والإعلام إلى تأدية دور فاعل في توجيه الشباب نحو بناء الدولة.

وتوقف عند أهمية الوحدة الوطنية، قائلاً: “كل مقاومة هدفها في النهاية بناء الدولة”، وختم بالتأكيد أن “المرحلة المقبلة تتطلب توجيه كل الطاقات نحو تثبيت أسس الدولة لأنها السبيل الوحيد لحماية كرامة الوطن”.

أما نقيب الصحافة اللبنانية الأستاذ عوني الكعكي، فألقى كلمة وجدانية، عبّر فيها عن اعتزازه بالحضور الذي وصفه بـ”نخبة الأوادم في لبنان”. واستذكر الرئيس الراحل فؤاد شهاب، معتبراً أنه كان نموذجاً لبناء الدولة والمحاسبة.

ووجّه تحية إلى جهاز الأمن العام وقياداته المتعاقبة، كما حيّى السيد محمد الحوت على قراره الشجاع بعدم توقيف رحلات شركة طيران الشرق الاوسط خلال الاعتداء الإسرائيلي. وامتدح الأداء المالي للشركة، قائلاً: “تحولت من شركة خاسرة إلى رابحة، بفضل رجال أفعال لا أقوال”.

وختم الكعكي كلمته بتأكيد ثقته بأن لبنان سيعود إلى سابق عهده بل وأفضل، حين تتوفر “الرجالات الصالحة”، قائلاً: “أنتم لبنان.. أنتم البلد”.

 

Exit mobile version