كشفت مصادر سورية رفيعة ضمن دوائر السلطة الانتقالية لموقع “العربية.نت” أن الرئيس السوري أحمد الشرع يتجه إلى إقرار النظام الداخلي الجديد لمجلس الشعب خلال فترة قريبة، وسط توجه جدي لتأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة بين 15 و20 أيلول المقبل.
توسيع التمثيل ورفع عدد المقاعد
وأشارت المصادر إلى أن الشرع تسلّم أواخر تموز الماضي النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت، الذي يتضمّن زيادة عدد المقاعد من 150 إلى 210، مع تخصيص 20% منها للنساء، في خطوة تهدف إلى تعزيز المشاركة النسائية في الحياة السياسية وبناء دولة حديثة.
أسباب التأجيل: اضطرابات داخلية وتوازنات إقليمية
وبرّرت المصادر المقربة من الرئاسة الاتجاه نحو التأجيل، بـ”أحداث السويداء” جنوب شرقي دمشق، إضافة إلى الخلاف المستمر مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق البلاد، وتُبدي تذبذباً في موقفها من الحكومة الجديدة في دمشق.
وأكدت أن إقرار النظام الانتخابي لا يزال قائماً، لكن الذهاب إلى انتخابات برلمانية في هذا التوقيت قد يكون غير ملائم أخلاقياً وسياسياً، نظراً لما يشهده الداخل السوري من تحديات وأزمات.
وقالت المصادر:
“ليس من الحكمة أن تنشغل الإدارة بملف مجلس الشعب في ظل ما يحدث على الأرض… هناك أبعاد أخلاقية يجب احترامها، وإجراء الانتخابات الآن قد يُظهر غياب البصيرة في نظر الشارع السوري، ويُفقد القرار قيمته السياسية”.
وشددت على أن الشرع يولي أهمية كبرى لمصلحة سوريا أولاً، معتبرة أن المرحلة تتطلب حذرًا، لا محاباة ولا مجاملات، وسط تعقيدات داخلية وإقليمية متزايدة في أعقاب سقوط النظام السابق.