انعقد اللقاء السنوي الأول لموظفي وزارة الزراعة وشركائها الداعمين في مسبح الجسر – الدامور، استجابة لدعوة وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، بمشاركة وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي، المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، المديرة العامة للتعاونيات المهندسة غلوريا أبو زيد، ورئيس المكتب التنفيذي للمشروع الأخضر المهندس ريمون الخوري، بالإضافة إلى فريق عمل الوزارة وعدد من الشركاء والمتطوعين في اللجان القطاعية المختلفة.
شكّل هذا اللقاء محطة تاريخية في مسيرة الوزارة، حيث جمع أكثر من 750 موظفًا من مختلف المديريات والمناطق اللبنانية في مشهد عكس صورة لبنان الموحد بتنوعه، وأكد الإيمان الراسخ برسالة الزراعة ودورها في حماية الأرض والإنسان. كان الحضور أشبه بخارطة لبنان المصغرة، حيث تلاقت الوجوه من الشمال والجنوب والبقاع وجبل لبنان وبيروت، ليتوحد الجميع تحت شعار واحد: “نحن شعب واحد تحت راية أرض واحدة”.
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني، تلاه الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الراحلين، ثم تولّت الإعلامية ميساء عبد الخالق تقديم الحفل. تعاقبت الكلمات لكل من المديرة العامة للتعاونيات المهندسة غلوريا أبو زيد، ورئيس المكتب التنفيذي للمشروع الأخضر المهندس ريمون الخوري، والمدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، وصولاً إلى الكلمة الرئيسة لمعالي الوزير الدكتور نزار هاني.
في كلمته، شدد الوزير هاني على أن هذا اللقاء “ليس مجرد اجتماع إداري أو مناسبة احتفالية، بل هو لقاء عائلي ووطني، هدفه تعزيز روح الفريق، وخلق بيئة عمل قائمة على التعاون والزمالة، وزيادة التنسيق بين الإدارات والمصالح والدوائر والمراكز المختلفة”. وأكد أن هذا اللقاء هو بمثابة تقدير لجهود كل فرد من فريق العمل.
وأضاف: “أنتم تمثّلون شرايين الحياة للزراعة اللبنانية… بأبحاثكم نواكب التغيرات المناخية، ومن خلال التعاونيات نعزز روح العمل الجماعي، وبجهودكم في الإدارات والمصالح الإقليمية نقدّم للمزارعين الدعم والخدمات النباتية والحيوانية والحرجية والسمكية”.
وتابع قائلاً: “إننا اليوم أمام دينامية جديدة في وزارة الزراعة، ليست حدثًا ظرفيًا ولا مبادرة عابرة، بل تحوّل استراتيجي يعيد تعريف دور الوزارة كوزارة سيادية، ويعيد الزراعة إلى قلب السياسات الوطنية وأساس الصمود اللبناني”. وأشار إلى أن “الاستراتيجية الوطنية المقبلة (2026–2035) ستكون ثمرة جهد جماعي يشارك فيه الجميع”، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل على إدخال أحدث التقنيات الزراعية، وتشجيع الزراعة العضوية، واعتماد الإدارة المتكاملة للآفات، وتفعيل المجلس الأعلى للزراعة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتطوير الأداء.
وفي ختام كلمته، قال: “أختم كلمتي بتمنّي أن تتكرر مثل هذه اللقاءات في كل الإدارات والمصالح والمديريات، لتعزيز روح العائلة الواحدة، ولنبقى متكاتفين يداً بيد، في خدمة وطننا ومزارعينا. شكراً لكم جميعاً، ودامت وزارتنا عائلة متماسكة وقوية.”
تكريم واحتفال:
تخلّل اللقاء تكريم عدد من موظفي الوزارة الذين أنهوا خدمتهم بعد مسيرة حافلة بالعطاء، كما جرى استذكار أرواح الراحلين في العام الأخير بمحبة ووفاء، في بادرة صادقة للتقدير والعرفان. واختُتم الحفل بعشاء ساهر جمع الحاضرين في أجواء من الألفة والفرح.
لقد شكّل هذا الحدث الاستثنائي مؤشرًا واضحًا إلى انطلاقة جديدة تعيد الزراعة إلى مكانها الطبيعي: نبض الأرض والحياة، وركيزة أساسية لصمود لبنان ومستقبله.

