كتب رجل الأعمال الإماراتي السيد خلف الحبتور عبر منصة إكس….
منذ فترةٍ طويلة آثرتُ التوقف عن التعليق على الشأن اللبناني، محبةً واحتراماً للعهد الجديد بقيادة فخامة الرئيس العماد #جوزيف_عون ودولة الرئيس القاضي #نواف_سلام، لما لمسته فيهما من إخلاصٍ وحبٍّ حقيقي للبنان.
لكن قرار #المفوضية_الأوروبية الأخير، الذي اتُّخذ في يونيو ودخل حيّز التنفيذ في أغسطس، بإدراج #لبنان على قائمتها للدول عالية المخاطر في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (التصنيف الأسود)، لا يمكن تجاهله أو التقليل من خطورته.
فهذا القرار ليس مجرد إجراء إداري، بل رسالة دولية واضحة بأن النظام اللبناني فقد الثقة والمصداقية، وأن التعاملات مع مؤسساته أصبحت خاضعة لرقابة مشددة وإجراءات عناية مضاعفة.
إنه قرار يضرب في عمق صورة لبنان الاقتصادية، ويعزل البلد أكثر عن النظام العالمي، في وقتٍ هو أحوج ما يكون فيه إلى استعادة الثقة وجذب المستثمرين. فكيف يمكن الحديث عن إعادة الإعمار وعودة الودائع وجذب الاستثمارات، والعالم يصنّف لبنان ضمن أخطر البيئات المالية؟
لقد قلتها مراراً وسأكررها اليوم: لا استثمار بلا أمن، ولا اقتصاد بلا ثقة، ولا ثقة بلا دولة قوية تفرض القانون على الجميع دون استثناء.
أنتم يا أبناء لبنان الأطباء الحقيقيون لبلدكم، تعرفون الداء وتعرفون الدواء، وتملكون القدرة على العلاج إن وُجدت الإرادة الصادقة. ما يجري اليوم من تدخّل هنا وهناك وكثرة “الناصحين” من الخارج وكأنكم قُصَّرٌ أو عاجزون، أمرٌ مرفوض تماماً. فلبنان ليس بحاجة لوصايةٍ من أحد، بل إلى قرارٍ وطنيٍ جريء يعيد إليه هيبته واستقلاله.
الطريق واضح، والعلاج معروف، لكن المطلوب الآن أن تتوحّدوا على هدف واحد: إنقاذ وطنكم بأيديكم قبل أن يُفرض عليكم الدواء من غيركم.
ليتكم تصحَون وتتنبهون وتسمعون النصائح قبل أن يفوت الأوان. فلبنان بلد غني بعقول أبنائه، لكنه بحاجة إلى قرار وطني شجاع يُنهي مرحلة الأعذار ويبدأ مرحلة الإصلاح الحقيقي.
أتمنى أن يكون هذا القرار جرس إنذارٍ يدفع إلى اليقظة والعمل، لا سبباً جديداً للتبرير والانقسام.

