-خاص الهديل –
منذ ما قبل دخوله عالم النيابة الكبير، لا يلجأ نبيل بدر النائب المنتخب حديثًا إلى الشعبوية بل يعتبرها عدو التغيير الحقيقي والنهوض المنشود . لا يستهويه الاستعراض أمام شاشات التلفزة ولا امام عدسات المصورين خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاكل الناس ومصائبهم.
يمكن القول أن بدر من النواب الأقل ظهورًا بين زملاءه، لكنه يقول في أوساطه، أن المشكلات تحتاج حلول، لا استعراضات تحاكي طموحات بعض الباحثين عن رصيد شعبي لا قيمة له طالما لبنان وشعبه عالقان في عنق الزجاجة.
يتدخل بدر في أي مشكلة بشرط أن يكون قادراً على حلها، كبيرة كانت أم صغيرة، لكنه حتمًا لا يطحش على مشكلة بهدف حصد بطولات وهمية على حساب أوجاع الناس وأزماتهم المستعصية، من الكهرباء والماء إلى الطبابة والأدوية وغيرها الكثير من المآسي التي تخيم على حياة اللبنانيين.
سياسيًا، يخطو نبيل بدر خطواته السياسية بوتيرة سريعة، وكان له عدة مواقف بارزة حول مختلف القضايا، وتكشف المعطيات أن بدر كان السبب وراء نزع وزارة الطاقة من التيار الوطني الحر واسنادها إلى شخصية لا تدور في الفلك البرتقالي، وكان له موقف صارم من أنه لا إمكانية لتحقيق أي انجاز قبل انتهاء فترة “العهد”، ورغم موقفه من الرئيس عون الا انه لم يساير الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بل طالبه بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وعدم الرضوخ لأي شروط سياسية في غير محلها، والا لا ثقة.
يبدو واضحًا أن بدر يتبع تكتيكًا خاصًا به، وسيتجلى هذا التكتيك في الخطوة السياسية التي سيقدم عليها بدر والتي ستكرس شعبيته التي كسبها على مدار سنوات من العمل الجاد والوقوف إلى جانب الناس وقضاياهم المحقة، ولعل بدر سيكون الخرطوشة الأخيرة في مخزن البيارتة.