كتب داني حداد في موقع mtv:
يقف رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة في مرحلة تمهيديّة، قبل أن ينطلق في معركته الرئاسيّة رسميّاً. هو يكتفي حاليّاً بـ “الاستطلاع” و”الدراسة”، بالإضافة الى التشاور مع بعض المقرّبين.
الخرق الأكبر حقّقه فرنجيّة، حتى الآن، مع رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل. طوى الرجلان صفحة الخصومة الحادّة وأسّسا لصفحةٍ جديدة مفتوحة على احتمالاتٍ عدّة، من أبرزها إمّا السير بترشيح باسيل، شرط سقوط العقوبات الأميركيّة عليه، وهو خيار صعب منطقيّاً، أو السير بترشيح فرنجيّة.
فتحت زيارة النائب فريد الخازن الى باسيل كوّةً في جدار ازداد سماكةً بين اللقلوق وبنشعي. نُسّقت الزيارة مع فرنجيّة، ثمّ تواصل معه الخازن بعدها واضعاً إيّاه بحذافير ما حصل فيها.
ومن المؤكّد أنّه، بعد هذا اللقاء، بات طريق الاجتماع بين باسيل وفرنجيّة معبّداً، “وما عاد يحتاج الى وساطة”، كما يؤكّد مصدر مطّلع، “خصوصاً أنّ النيّات طيّبة من الجانبين”.
ويشير المصدر نفسه الى أن لا اتفاق بعد على هذا اللقاء الذي ستسبقه جولة سيقوم بها فرنجيّة وتشمل شخصيّات سياسيّة وروحيّة، وهو سيقوم قريباً بزيارته التقليديّة الى الديمان، ترافقه زوجته، وحاملاً كاميرته التي تلتقط كالعادة صوراً للذكرى. لكنّ الأهمّ ما سيلتقطه فرنجيّة من ردود فعل لدى البطريرك الماروني بعد لائحة المواصفات التي حدّدها رأس الكنيسة المارونيّة، والتي لا تنطبق على رئيس “المردة”.
وبالتوازي مع جولة فرنجيّة، غير البعيدة زمنيّاً، سيواصل الخازن حركته مع عددٍ من الكتل النيابيّة، ومن بينها تكتل “الجمهوريّة القويّة”، علماً أنّ خطّ التواصل بين نائب كسروان و”القوات” لم ينقطع، قبل الانتخابات وبعدها، وقد سُجّل اتصال مع النائب ستريدا جعجع.
وتُصنَّف علاقة الخازن بمعراب بـ “المقبولة”، ما سيسمح أيضاً بعقد لقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع قد يبدأ الترتيب له بعد عودة الخازن من الخارج. وتجدر الإشارة الى أنّ حركة فرنجيّة لن تقتصر على من يملك حضوراً نيابيّاً، بل ستشمل بعض السياسيّين الأصدقاء، بالإضافة الى الدبلوماسيّين، علماً أنّ نشاط السفراء يتزايد في الفترة الأخيرة، وخصوصاً السفيرة الفرنسيّة التي تعقد لقاءات بعيدة عن الأضواء لا يغيب عنها الهمّ الرئاسي.
هي مرحلة إعادة وصل ما انقطع بين فرنجيّة وبعض القوى السياسيّة، وعلى رأسهم باسيل “الممرّ الإلزامي” للرئاسة برأي حزب الله. ومرحلة تمتين العلاقة مع الحزب، لتُترجم دعماً واضحاً له، من دون خياراتٍ أخرى. ومرحلة “تحسين الصورة”، خصوصاً عبر الإعلام وبعض صنّاع الرأي العام.
يستعدّ فرنجيّة لذلك كلّه، وانطلاق معركته رسميّاً بنتظر ساعة الصفر التي باتت قريبة. هو يعرف أنّ المعركة ليست سهلة، ولو أنّ منسوب التفاؤل ارتفع عند الكثير من المحيطين به، وقد سبق أن اقتربت لقمة الرئاسة من فمه ثمّ ذهبت الى آخر. وهو يعرف أنّ حسابات ما قبل الفراغ تختلف عمّا بعده، ولذلك فإنّ الهدف هو تحقيق الفوز قبل ٣١ تشرين الأول. فبعد هذا التاريخ يدخل الجميع في المجهول وتختلف الحسابات… والله أعلم.