أعلنت الشركة الاستشارية العالمية “ميرسر”، في دراسة لها، أنّ مهندسي البرمجيّات في دبي، الذين يتمتّعون بخبرة لا تقلّ عن ثلاث سنوات يتقاضون ثالث أعلى رواتب في العالم، أي ما يفوق نسبة الـ30 في المئة الرواتب الممنوحة لهذه الفئة من الموظفين في المدن الأخرى التي تُعدّ مراكز رئيسية للتكنولوجيا مثل لندن وأمستردام وبرلين.
ويعكس هذا الفارق الملحوظ في الرواتب ارتفاع الطلب على المتخصّصين في مجال التكنولوجيا، في ظلّ التأكيد على سعي إمارة دبي الحثيث لتصبح مركزاً عالمياً لجذب أفضل المواهب في مجال التكنولوجيا الرقمية.
وتشير دراسة “ميرسر” لتكلفة المعيشة للعام 2022 إلى أنّ تكلفة المعيشة في دبي لا تزال أقلّ بكثير من معظم المدن التكنولوجية الأخرى، بما في ذلك لندن التي تأتي في المرتبة السابعة، وسنغافورة في المرتبة الثامنة، ونيويورك في المرتبة الحادية عشرة، وسان فرانسيسكو في المرتبة التاسعة عشرة، وأمستردام في المرتبة الخامسة والعشرين.
وبالرغم من الفوائد الكثيرة التي تترافق مع انخفاض تكاليف الإقامة والنقل في دبي، هناك تكاليف أخرى قد تكون أكثر ارتفاعاً مقارنة بالمدن التكنولوجية الأخرى. فعلى سبيل المثال، يُضطرّ الموظفون في دبي إلى تحمّل تكاليف عالية مقابل خدمات شبكة الإنترنت السريعة، وهي من الخدمات الرئيسية لتمكين العمل المرن من بُعد، حيث تُعدّ هذه التكاليف أعلى بنسبة 50 إلى 60 في المئة من لندن وسنغافورة وبرلين ونيويورك ولشبونة.
وعلاوة على ذلك، تُوجب البيئة القائمة على المرونة، من حيث مكان العمل، على الموظفين في دبي العمل من المقاهي أو مساحات العمل المشتركة، حيث ترتفع تكلفة فنجان القهوة بنسبة تصل إلى 70 في المئة مقارنة بتكلفته في برلين ونيويورك ولشبونة وبنسبة 50 في المئة تقريباً مقارنة بلندن وأمستردام.
وصرّح رئيس قسم تنقّل القوى العاملة في “ميرسر” الشرق الأوسط، فلاديمير فرجوفسكي، بأنّ “دولة الإمارات حرصت خلال العقود الماضية على تنفيذ العديد من المبادرات التي تسهّل على المتخصّصين في مجال التكنولوجيا العيش والعمل والبقاء فيها لفترات طويلة. وقد تمّ تصميم المبادرات الوطنية مثل “البرنامج الوطني للمبرمجين” الذي أطلق العام الماضي لجذب 100 ألف مبرمج من مختلف أنحاء العالم وإنشاء ألف شركة رقمية بحلول العام 2026″.