قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير إن بلاده لن تطبع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين.
وأوضح الجبير في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” وفقا لما نقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة، “قلنا إن المملكة العربية السعودية تدعم مبادرة السلام العربية.. في الواقع نحن من طرحها وأوضحنا أن السلام يأتي في نهاية هذه العملية وليس في بدايتها”.
وتابع الجبير أن اتفاقيات إبراهيم التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل جاءت نتيجة قرارات سيادية اتخذت من قبل تلك الدول، معربا عن أمله أن يكون لهذه القرارات تأثير ايجابي على الداخل الإسرائيلي.
وفي رد على سؤال بشأن استعداد السعودية للانضمام لهذه الاتفاقيات، قال الجبير: “لقد أوضحنا أننا بحاجة إلى عملية تشمل تنفيذ مبادرة السلام العربية”.
وزاد قائلا: “بمجرد تحقق ذلك فإننا ملتزمون بتسوية على أساس دولتين، مع دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية.. هذا هو مطلبنا من أجل السلام”.
الوزير السعودي أشار إلى أن هذا هو موقف بلاده “ولم يتغير ونحن اتخذنا مواقف وأوضحنا أن السلام ممكن وهو خيار استراتيجي، لكن هناك متطلبات معينة يجب أن تحدث قبل أن يحصل ذلك”.
وكانت أربع دول عربية، طبعت علاقاتها مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، وهي كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وأعلنت السعودية، الجمعة، فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوية”، ما يعني طبعا الطائرات القادمة من إسرائيل، في قرار وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه “تاريخي”.
وبعدها بساعات أجرى بايدن أول رحلة جوية مباشرة من تل أبيب إلى جدة في المملكة العربية السعودية التي لا تعترف بإسرائيل.
وخلال زيارته جدة، أعلن بايدن والبيت الأبيض أن قوة حفظ السلام ستُغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران الاستراتيجية الواقعة في البحر الأحمر والتي أعلنت مصر نقل السيادة عليها مع جزيرة صنافير إلى السعودية.
وكانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيطرة مصر منذ 1950 واحتلتهما إسرائيل أثناء حرب السويس التي خاضتها ضد مصر مع فرنسا وبريطانيا في 1956. كما أشعلت الجزيرتان الشرارة في حرب 1967 عندما أعلنت مصر نشر قواتها فيهما وإغلاق مضيق تيران.
واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية الموقعة في 1979 والتي نصت على اعتبار الجزيرتين جزءا من منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية انما شرطة فقط وتنتشر فيها قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات.
ورفع العلم السعودي فوق تيران وصنافير مرهون بموافقة إسرائيل لأنهما جزء من اتفاقات السلام المصرية الإسرائيلية.
لكن رغم مؤشرات التقارب الأخيرة، لا يبدو التطبيع بين الدولتين قريبا، وقد ردد العاهل السعودي الملك سلمان في خطاباته أن المملكة يمكن أن تطبع العلاقات مع إسرائيل فقط حين تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية المحتلة. (الحرة)