أعلنت وزارة الخارجية الأميركية, أنَّ, “جهود إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران باتت الآن في مرحلة يفترض أن تكون نهائية”.
وأشارت إلى انَّ, “شركاء الولايات المتحدة الأميركية في الخليج يدعمون عودتنا للاتفاق النووي بسبب أهميته لأمننا القومي وكذلك لأمنهم”.
أكّد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، اليوم الثلاثاء، “إن الإدارة الأميركية تعمل على دراسة الرد الإيراني على المقترح الأوروبي للعودة إلى الاتفاق النووي”.
وقال برايس في إفادة صحفية: “نقوم بدراسة الرد الذي قدمته إيران للاتحاد الأوروبي ولن نقدم تفصيلات بشأنه في الوقت الحالي”.
وذكر برايس أنه, “لو أظهر الإيرانيون قدرا من الجدية لكنا وصلنا اليوم إلى نتائج ملموسة”.
وشدّد على أن, “العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني هي خارج الاتفاق النووي وغير مرتبطة به”.
وكان الاتحاد الأوروبي، منسق مفاوضات إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه قبل أربعة أعوام، قدم الأسبوع الماضي اقتراح تسوية “نهائيا”، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر، للرد عليه أملا بتتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف عام.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”، فجر اليوم الثلاثاء، أن طهران قدمت “ردها خطيا على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي”، معتبرة أنه “سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الرد الأميركي يتسم بالواقعية والمرونة”.
وأكّد كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن الرد يخضع للتقويم.
ونقلت فرانس برس عن متحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قولها “تلقينا رد إيران ليل أمس, نقوم بدراسته والتشاور مع أطراف آخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة حول سبل المضي قدما”.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أكّد، أمس الاثنين، أن بلاده ستقدم “مقترحاتها النهائية” بشأن إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.
وأتاح الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبرى، واسمه الرسمي “خطة العمل الشاملة المشتركة”، رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا منه خلال عهد رئيسها السابق، دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في نيسان 2021، وتم تعليقها مرة أولى في حزيران من العام ذاته.
بعد استئنافها في تشرين الثاني، علّقت مجددا منذ منتصف آذار مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان بتنسيق من الاتحاد الأوروبي مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر حزيران، لم تفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر. وفي الرابع من آب، استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية “نهائية”.
وقال متحدث باسم التكتل القاري في حينه “إنها لحظة اتخاذ القرار: نعم أم لا, وننتظر من جميع المشاركين أن يتخذوا هذا القرار بسرعة كبيرة”.
وبعد الإعلان عن الرد الإيراني، قالت وكالة “إيسنا” إن طهران تترقب جواب “الطرف الآخر” في غضون “يومين”.
إلا أن المتحدثة باسم بوريل نفت وجود جدول زمني محدد للرد.
وقالت: “في هذه المرحلة، يدرس الجميع الرد الإيراني وهذا ليس وقت التكهن بخصوص التوقيت أو ما إلى ذلك, على كل المشاركين الاطلاع عليه وهذا ما يمكنني قوله في هذه المرحلة”.
وشددت على أن بوريل يتواصل بشكل دوري مع الأطراف المعنيين، رافضة الافصاح عن أي مضمون للمداولات