دقت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني في تيغراي، متهمة قادة الدول المتقدمة بإهمال الأزمة في هذه المنطقة من إثيوبيا، التي تشهد نزاعا داميا بين الحكومة والمتمردين.
ودان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، “الوحشية التي لا يمكن تصورها” بحق ستة ملايين شخص يعيشون في هذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا ويدور نزاع فيها بين متمردين والحكومة الفدرالية.
وبدأ النزاع في تشرين الثاني 2020 عندما شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد عملية عسكرية في المنطقة لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، متهما إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.
ومنذ بداية النزاع عانت المنطقة من نقص في المواد الغذائية، والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك.
وقال تيدروس الذي يتحدر من تيغراي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف “النتيجة: يواجه سكان تيغراي أوبئة متعددة من الملاريا والجمرة الخبيثة والكوليرا والإسهال وأمراض أخرى”.
وأكد أن هذا الوضع “الرهيب الذي لا يمكن تصوره يجب أن ينتهي. الحل الوحيد هو السلام” داعياً الحكومة الإثيوبية إلى حل النزاع “بطريقة سلمية”.
وتوقفت المعارك منذ إعلان هدنة إنسانية نهاية آذار مما سمح باستئناف قوافل المساعدات الدولية إلى تيغراي.
لكن وفقًا لتيدروس تصل المواد الغذائية والادوية الى المنطقة بكميات ضئيلة. وقال إنه يجب اعادة تشغيل الخدمات الأساسية لاستعادة الثقة تمهيدا لمفاوضات سلام.
كما أوضح أن التمييز والعنصرية يفسران استمرار الوضع في تيغراي على هذا النحو، وسط لامبالاة حتى لو كان ما يحصل “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وتابع “ربما يكون السبب لون بشرة سكان تيغراي. في الأشهر الماضية لم أسمع رئيس دولة في أي مكان يتحدث عن الوضع في تيغراي، خصوصا في الدول المتطورة. لماذا؟ أعتقد أننا نعرف السبب”.
وأكد “أنها أسوأ كارثة في العالم في الوقت الذي أتحدث فيه إليكم (..) إنها الحقيقة الكاملة”.
وأضاف أن الجفاف الذي أصاب منطقة القرن الأفريقي يفاقم الأزمة