خاص الهديل:
امس حذر مفتى الجمهورية عبد اللطيف دريان من خطر حصول فراغ في موقع رئاسة الجمهورية . ويلتقي دريان مفتي المسلمين اللبنانيين في هذه الخشية مع كاردينال المسيحيين اللبنانيين بشارة الراعي.
ومن المهم جدا أن يتم قراءة كلام المفتي دريان عن خشيته من فراغ في موقع رئاسة الجمهورية ، من زاوية ميثاقية؛ وايضا هناك أهمية موازية لأن يتم قراءة خشية بكركي على عدم حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده ، من زاوية ميثاقية وطنية ايضا، وليس فقط مسيحية.
وبالنظر الى ان كلام المفتي دريان أمس يأتي في إطار تحضيراته ولقاءاته التمهيدية لجمع النواب السنة في دار الفتوى في ٢٤ الشهر الجاري ، فهذا يعني ان دار الفتوى تقود السنة في لبنان ليس فقط إلى موقف يطالب بعدم حصول فراغ في رئاسة الجمهورية؛ بل ان دار الفتوى تقود السنة كي يمارسوا اسهاما عمليا لإجراء انتخابات رئاسية واتمام مشهد حدوث عملية تسلم وتسليم في قصر بعبدا بين فخامة رئيس مسيحي لكل لبنان مغادر، وفخامة رئيس مسيحي لكل لبنان وافد .
وبات معروفا ان النواب السنة ال٢٧ يوم ٢٤ أيلول سيتلقون برعاية المفتي عبد اللطيف دريان للتباحث في أمور وأحوال البلد الصعبة، وفي كيفية القيام بإسهام عملي و نوعي لعقد الانتخابات الرئاسية ضمن مهتلها الدستورية .
والواقع ان دار الفتوى ضمن هذه الجزئية من دورها الوطني، إنما تريد القول انها لن تنخرط في لعبة تحريض الطوائف على بعضها البعض، بحجة أن الفراغ الرئاسي يخسر بسببه المسيحيون، ويربح بسببه السنة!!، بل ان مشروع دار الفتوى هو توحيد جهود اللبنانيين حتى يربحوا جميعا الموقع الوطني لرئاسة الجمهورية .
الأمر المهم المتوقع حدوثه بعد اجتماع النواب السنة ال ٢٧ ومعهم فعاليات اسلامية سنية ( كاتحاد العائلات البيروتية ، الخ..) في دار الفتوى يوم ٢٤ أيلول؛ هو ان يتم دعوة نفس هؤلاء النواب والفعاليات السنية، إلى عشاء كبير او لقاء كبير في السفارة السعودية، وذلك بعد وقت قصير من لقاء دار الفتوى .
.. وفي حال صحت هذه المعلومة التي يتم تداولها في اروقة سياسية تتسم بالهدوء والرزانة ، فهذا يعني ان هناك توجها اقليميا مدعوما دوليا لاحتضان الانتخابات الرئاسية خارحيا ، حتى يمكن تسهيل عملية حدوثها داخليا.
وثمة توقع بأن تؤدي عقد القمة السنية اللبنانية في دار الفتوى، الى تغيير اتجاه كل حدث استحقاق رئاسة الجمهورية ؛ ففي حال توحد الموقف السني حيال هذا الاستحقاق ولو بنسبة ٨٠ بالمئة ؛ فهذا سيؤسس إلى جذب قوى لبنانية أخرى وزانة لتنضم للكتلة السنية الوطنية الموحدة ؛ مما سيخلق جبهة لبنانية عريضة تخوض انتخابات رئاسة الجمهورية بمجموع من النواب يفوق النصف .
ويظل مهما في هذا المجال انتظار مدى نجاح ما يمكن تسميته ” بالقمة الإسلامية اللبنانية السنية” في دار الفتوى ، وايضا انتظار الخطوة التالية لقمة دار الفتوى، وهي تتعلق بما يسود من توقع بخصوص ان يجتمع لاخقا اقطاب قمة دار الفتوى بضيافة السفارة السعودية، ما يعني ان الرياض لم تعد بعيدة عن دعم إجراء الاستحقاق الرئاسي.