يبدو انّ موضوع زيادة تعرفة الكهرباء وُضِع على نار حامية، اذ بعد مصادقة وزارة الطاقة على قرار مجلس ادارة كهرباء لبنان برفع التعرفة، يبقى توقيع وزارة المالية عليه وموافقة مجلس الوزراء قبل دخوله حيّز التنفيذ. فكيف سيصبح سعر تعرفة الكهرباء؟ ومتى تبدأ التغذية بالتحسّن؟
وصرّح وزير الطاقة مرتين هذا الاسبوع مؤكداً انّ التعرفة الجديدة للكهرباء باتت قريبة، وانه بعد ان تمّت المصادقة على القرار من قبل وزارة الطاقة تم تحويله الى وزارة المال من اجل الموافقة والمصادقة عليه، على ان تتزامن زيادة التعرفة مع ارتفاع ساعات التغذية. أما فعلياً فتقول مصادر متابعة لـ«الجمهورية» تفاءلوا بالخير، حتى الساعة كل الوعود ايجابية انما مؤسسة كهرباء لبنان بحاجة لأن تتسلّم شيئا خطيا حتى تشعر بأن الامور تتجه فعليا نحو التطبيق.
وفق المعلومات المتوافرة ل”الجمهورية”، فإن تعرفة الكهرباء الجديدة التي أقرّها مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان ستكون متحركة وترتبط بعاملين: الاول سعر الدولار على منصة صيرفة، والثاني سعر برميل النفط او الغاز عالمياً. (في حال تم استجراره من مصر). وتنقسم التسعيرة الى فئتين: 10 سنتات كلفة اول 100 كليواط/ ساعة، على ان ترتفع الى 27 سنتا متى تخطت الـ 100 كيلواط وذلك بشرطين: الاول اذا التزمت ادارات الدولة الرسمية والمخيمات الفلسطينية بدفع الفواتير المتوجبة عليهما وتقدّر كلفة ما يستهلكون من كهرباء بنحو 200 مليون دولار سنويا بما يساوي ما بين 12 الى 13 % من مجمل الانتاج، والشرط الثاني الا تكون كلفة النفط العراقي على عاتق مؤسسة كهرباء لبنان.
وأوضحت المصادر ان هذه التسعيرة، اي الـ 27 سنتاً، وضعت آخذة بعين الاعتبار ان سعر برميل النفط عالميا هو 110 دولارات للبرميل، وبما ان سعر البرميل يشهد تراجعا عالميا فبالتأكيد ستكون التسعيرة اقل من ذلك.
وفي عملية حسابية صغيرة، وإذا اعتبرنا ان سعر صيرفة هو 28 الفاً فهذا يعني ان التسعيرة ستكون 2800 ليرة كيلواط/ساعة لترتفع التسعيرة الى نحو 9000 ليرة كيلواط/ساعة متى تخطى المصروف الـ 100 كيلواط/ساعة، على ان تضاف اليها الرسوم الثابتة (رسم تأهيل + رسم الساعة) التي ستحتسب ايضاً وفق دولار صيرفة.
ساعات التغذية
وردا على سؤال، أكدت المصادر انه من المتوقع ان تساهم زيادة التعرفة في تحسين التغذية ورفعها الى ما بين 8 الى 10 ساعات يوميا، (8 ساعات صيفا و10 ساعات شتاء)، لكن قبل ذلك يجب أن تتمّ صيانة المجموعات. وأوضحت انه متى بدأ العمل بالتعرفة الجديدة فسيمر على الاقل ما بين 4 الى 6 اشهر قبل البدء بالجباية على التسعيرة الجديدة، وهو فارق الوقت بين انطلاق العمل بالتعرفة الجديدة وبدء الجباية وفق هذه التسعيرة. لذا، هناك حاجة لأن تمدّ الدولة يد العون في المرحلة الاولى لتغطية فارق الوقت بين تحسين التغذية وبدء الجباية الجديدة على ان هذه الخطوة ضرورية كي يلمس المواطن تحسناً بالتغذية. لكن المصادر شددت على ضرورة ان يتأمّن الفيول او الغاز قبَيل البدء بتحسين التغذية.
كيف ستتأمن الاموال؟
ورداً على سؤال عما اذا كان هناك ضمانات من المركزي انه سيؤمّن الدولارات كثمن للفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان عبر منصة صيرفة الأمر الذي كان يرفضه خلال السنتين الماضيتين؟ اشارت المصادر الى ان المعنيين نالوا وعودا من المركزي بتأمين الدولارات عبر المنصة، وهذا ما سيفعله بعد توقفه عن دعم سعر البنزين الخطوة المتوقعة الاسبوع المقبل.
وحذرت المصادر من ان السير بمشروع رفع تعرفة الكهرباء من دون الموافقة على استبدالها بدولارات لشراء الفيول، او في حال استغرق المركزي وقتا طويلا قبل ان يفتح اعتماداً للبواخر المتوقفة في البحر فهذا سيُدخلنا في مواجهة مع الناس وسيهدد البلاد بالعتمة الشاملة.
وشددت المصادر على انه ولحسن تطبيق رفع التعرفة وتحسين الجباية نحن بحاجة الى مؤازرة امنية، مؤازرة قضائية، وان تلبّي وزارة المالية طلبات فتح الاعتمادات، والاهم ان يقبل مصرف لبنان بتحويل الليرات اللبنانية الى دولارات عبر منصة صيرفة.