خاص الهديل:
خلال الساعات ال ٧٢ الماضية تجمعت غيوم داكنة سياسية كثيرة فوق المنطقة، وكلها مؤشرات غير مريحة : من ناحية تحدث وزير الخارجية الأميركية بلينكن عن ان احتمالات توقيع اتفاق فيينا النووي مع إيران، تراجعت، ولم تعد ممكنة الحصول، اقله في وقت قريب.
ومن ناحية ثانية فتح امس، وزير الدفاع الاسرائيلي غانتس ملف ما سماه بقيام إيران بإنشاء مصانع صواريخ دقيقة في كل من اليمن وسورية ولبنان . وقال يائير لابيد ” أن هذا الأمر يجب أن يتوقف”!!…
ومن ناحية ثالثة تحدثت الأنباء الواردة من نيويورك عن تغيير حصل على قواعد الاشتباك في مهمة اليونيفيل وذلك لجهة ضرورة قيام الأخيرة بالتفتيش عن السلاح داخل القرى التي تقع في منطقة عملياتها، وهو الأمر الذي طالما رفضه حزب الله ومنع حصوله على الارض.
ومن ناحية رابعة ، قالت معلومات أن الرئيس ميشال عون لن يخرج يوم ٣١ تشرين اول من قصر بعبدا، الا اذا كانت الظروف في ذلك اليوم طبيعية!!.
.. ومن ناحية خامسة نفت مصادر مطلعة السيناريو الذي يقول ان السعودية وباريس يعتزمان إطلاق جهد مشترك لتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية، كون الرياض لا تريد العمل في ظل وجود سلاح حزب الله.
ومن ناحية سادسة نشر الاعلام الاسرائيلي أن المخابرات الأميركية حذرت تل أبيب من” ان حزب الله يستعد لعمل عسكري ضد إسرائيل “.
والواقع انه فيما لو جرى ترتيب كل هذه الأنباء والوقائع التي جرت خلال الساعات ال ٧٢ الأخيرة لأمكن رسم صورة ” متشائمه دوليا واقليميا” و” خطرة اقليميا” و”مقلقة للغاية محليا “.
وبشيئ من التفصيل في هذا المجال، يمكن القول ان الرهان على حدوث توقيع في فيينا يؤدي الى انفراج في المنطقة، لم يعد في محله ؛ اقله خلال الفترة القريبة أو الراهنة أو حتى خلال العامين المقبلين.. وعليه فإن ازمات المنطقة الساخنة ستبقى على حالها من المراوحة، وذلك في العراق وسورية ولبنان واليمن وحتى في الداخل الفلسطيني الذي طرأ عليه تطور خطر جداً ، وهو بدء إسرائيل بشن حرب عسكرية على الضفة الغربية تستخدم فيها الطائرات المسيرة، ولم تعد اعتداءاتها هناك تقتصر فقط على العمليات الأمنية والإستخبارتية، كما كان الحال سابقا.
. إذن، المنطقة ذاهبة الى تصعيد مفتوح وذلك في كل ساحاتها المشتعلة بالازمات ؛ وليس هناك توقع لحدوث
تسوية في اي واحدة منها.
ونفس هذا التوقع القاتم ينطبق على لبنان الذي بموجب قراءة ما ورد في اخبار ال ٧٢ ساعة الأخيرة، يتبين التالي:
– ٣١ تشرين أول لن يكون يوما طبيعيا في لبنان ..
– واشنطن ، وليست إسرائيل، هي من تنبه لإحتمال ان يبدأ حزب الله حرب الغاز.؛ علما أن الجميع كان ينتظر من واشنطن أن تبشر بحل لملف الغاز في لبنان، وليس بنشوء حرب.
– ليس هناك أية جهة خارجية سواء عربية او إقليمية أو دولية ترغب بالمساعدة في. موضوع تسهيل حدوث الاستحقاق الرئاسي.