كيف لأهم مادة غذائية مساهِمة في عيش الكائنات الحية أن تكون سبباً في أمراض عديدة؟! هذا ما أكدته تقارير جديدة لخبراء بريطانيين، حيث أعلنت منظمة المشروبات عبر صحيفة “التلغراف” البريطانية أن غلْيَ الماء لأكثر من مرة قد يكون سبباً رئيسياً في ظهور أمراض عديدة، وذلك بسبب نقص نسبة الأوكسجين والنيتروجين وبعض الأملاح المهمة في الماء بعد الغليان، والتي ينتج عنها نقص مستويات هذه الغازات في جسم الإنسان.
عادة ما يضطر الإنسان إلى إعادة استخدام الماء المغلي لأكثر من مرة بعدما يبرد، وذلك قصد تحضير كوب من القهوة أو الشاي أو لأغراض أخرى، لكن لهذا السلوك أضرار جسيمة على جسم الإنسان قد تصل إلى أنواع من السرطانات
نظريات متناقضة
قد يوصي البعض بغلي المياه قصد نقص نسبة البكتيريا بها، حيث إن المياه تحتوي على نسبة من البكتيريا الضارة، التي تموت بفعل الحرارة عند الغليان، كما يتحجَّج البعض بمنسوب نظافة المياه، ما دامت نظيفة فبالإمكان إعادة استخدامها
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور هاني الناظر، عبر موقع قناة العربية، الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث في مصر، أنه لا توجد خطورة في إعادة استخدام المياه المغلية لتحضير الشاي أو القهوة إذا كانت نظيفة، ومع إضافة مياه جديدة عليها، وذلك لموازنة الغازات والأملاح الموجودة بها.
وحسب الدكتور نفسه، إعادة استخدام المياه دون إضافة مياه جديدة قد يؤدي إلى تركيز الأملاح ونقص الغازات منها، ما يجعل الأضرار الناجمة عن استخدامها أكثر من منافعها، تكمن الخطورة في ارتفاع منسوب الأملاح في الماء، في صعوبة التخلص منها مع مرور الوقت بجسم الإنسان، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الفشل الكلوي.
من أساسي للعيش إلى مسبب أمراض
نقل موقع فيت فور فن الألماني تحذيرات بخصوص إعادة تسخين المياه المغلية، مشيراً إلى أنه من أهم مسببات الفشل الكلوي عند الإنسان، وذلك بسبب التركيز الكبير للأملاح جراء غليها لأكثر من مرة، ما يتسبب في تركيز كميات كبيرة منها في الجسم، وهذا ما يصعب على الكليتين تصفيته من جسم الإنسان.
عندما يتم غلي الماء في الغلاية تتم إزالة الغازات المذابة، مثل ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين. ينخفض أيضاً محتوى العناصر الكيميائية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، التي تترسب في قاع الغلاية، هذه العملية في حد ذاتها قد لا تؤذي جسمك عندما تستهلك هذا الماء، رغم أن محتوى العناصر الكيميائية يحتوي على تغييرات طفيفة فإن الماء يبقى صالحاً بدرجة أقل.
وأضافت الصحيفة أيضاً أن المياه قد تحتوي على عناصر سامة بفعل الاحتكاك المستمر مع المعدن المستخدم لغليها، ما يزيد من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الدم والأمعاء.
المياه المغلية وإعادة تدويرها
ينصح الخبراء بتغيير الماء باستمرار، وعدم هدر الموارد، يجب استخدام كميات مياه مناسبة في كل مرة، عوض اللجوء إلى وضع كميات كبيرة من المياه، وهو ما يؤدي إلى استخدام طاقة أكبر ضائعة من أجل تسخين الكمية الأكبر، وفي حالة إذا تبقت بعض الكميات من المياه فينصح باستخدامها دون الحاجة إلى غليها.
في حال قمت بغلي الماء لأكثر من مرة ينصح بإعادة استخدامه لأغراض غير غذائية عوض سكبه مثل:
تنظيف المنازل.
ريّ الحدائق والنباتات.
الاستحمام أو الوضوء.
ملاحظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة
أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص