دبي مدينة العجائب المعمارية الحديثة، ولا تفتأ شواهد الهندسة تحوز على مكانتها المتألقة في مشهد المدينة الحضاري المتجدد يوماً بعد يوم، وهو ما نراه في تصاميم تمتزج بين الجريء والحداثي والمبتكر.
وفي السياق، أفردت شبكة «يورو نيوز»، تقريراً بعنوان «الهندسة المعمارية الحديثة الأخاذة لدبي.. ابتكار وطموح»، أوضحت فيه الشبكة الأوروبية، مواصلة دبي تخطيها حدود المعتاد والمألوف معمارياً، وبدعم من العلم، وذلك عبر عجائب معمارية قدمتها للعالم، بدءاً ببرج خليفة، ووصولاً لمتحف المستقبل، وكذلك روائع هندسية بغاية الطموح، تنطلق للعالم من دبي، استناداً لعوالم الميتافيرس.
ميتافيرس معماري
وكما يتقاطع تطور عوالم الميتافيرس مع كافة القطاعات، فإن للهندسة المعمارية مساحة كبيرة من مشهد التكنولوجيا الحديثة تلك، لا سيما أن فضاءات الإبداع للمصممين مفتوحة ومشرعة بشكل جريء، وأكبر في تلك المساحات الافتراضية.
وتبرز في هذا السياق، شركة «ديوان آركيتكس»، أحد أقدم الشركات المعمارية بمدينة دبي، التي وضعت المستقبل نصب عينيها، وأطلقت مؤخراً مشروع «Babel 4.0»، فيما يمكن وصفه بخطوة ميتافيزيقية لإعادة تفسير برج بابل الأسطوري، وأول عمل NFT مستوحى من معمار برج بابل، ومن شأن هذه الخطوة، تشجيع المجتمعات على تبادل وخلق الأفكار في فضاءات الميتافيرس، بحسب «يورونيوز».
من جانبه، أشار محمد أديب، كبير المصممين في الشركة المعمارية «ديوان»، إلى أن عوالم الميتافيرس، تتعدى كونها مجتمعات، لتصل كفضاءات لمشاركة المعلومات في كافة القطاعات. قائلاً: «كما يدرك الجميع، فإن برج بابل الأصلي، كان نوعاً من الملاذ الآمن للبشر بعيداً عن الحروب.. لذلك، فكرنا في تطوير شيء من هذا القبيل، يتعلق بمجال التصميم».
وأضاف أديب: دبي التي إذا وعدت أوفت، تتمكن بمساعيها من توطيد مركز بالمنطقة، حيث ينعم الجميع بأساليب العيش الموجودة، كما صنّف دبي كمدينة رائدة عالمياً في مجال البناء وإطلاق المشاريع.
تحديات
من جهة أخرى، أفاد بريان كليفر، المدير المساعد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة «إس أو إم»، المتخصصة بالعمارة والتصميم، أن أحد أكبر التحديات التي حاقت ببرج خليفة، تمثلت بأن يصل طوله لنحو 828 متراً، ويكون قادراً على تحمل الرياح العاتية، وهو التحدي الأكبر حقاً. لذلك، فإن كمّ الإبداع الذي تم إنجازه من قبل الفريق الذي عمل على ذلك الصرح كان هائلاً.
بالمقابل، فإن أحدث جوهرة في تاج الهندسة المعمارية في دبي، تتجسد بمتحف المستقبل. وقد تم وصف هذا المعلم المكون من سبعة طوابق، بأنه أجمل مبنى في العالم. حيث تمتد واجهته المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، على مساحة 17 ألف متر مربع، كما يتكون من 1024 لوحة مصنوعة بالكامل بواسطة الروبوتات، ومزينة بالخط العربي، وفقاً ليورونيوز.
وعي بيئي
على صعيد آخر، أصبحت دبي أكثر وعياً بالبيئة والتراث المحلي، كما أوضحت سمية الدباغ، مؤسسة شركة «الدباغ» للهندسة المعمارية، التي شيدت «مسجد النور» بدبي، وقدمته كمسجد معاصر، بواجهة من الحجر الأبيض، مغطاة بتصاميم هندسية وجماليات الخط العربي.
وتابعت: «أعتقد أن المسجد مثال على الهندسة المعمارية الناشئة، التي لا نراها كثيراً في المنطقة»، مشيرةً إلى أنه، وعند العمل على تصاميم للمساجد، فإن التصاميم المطروحة بشكل تقليدي، غالباً ما تميل لتناول نوع من العمارة الإسلامية، دون أي نوع من البحث في كيفية دمجها وجعلها معاصرة وذات صلة بوقتنا الحالي.
حي الفهيدي
يأتي حي الفهيدي التاريخي، بجوار خور دبي، كمثال رئيس على فن العمارة في منتصف القرن التاسع عشر بدبي. وعند النظر في أزقة المكان الملتوية، يمكن ملاحظة أبراج الرياح التقليدية «البراجيل»، قوامها الجبس والحجر الرملي، وخشب النخيل، وقد تم تصميمها بغرض التبريد، قبل وصول أجهزة تكييف الهواء للمدينة.