كتب عوني الكعكي:
يبدو أنّ فخامته في أيامه الأخيرة،يكثر من الابداعات… فمن معزوفة التحقيق المالي الجنائي منذ 3 سنوات، حيث لم يترك مناسبة إلاّ ويذكّرنا به، خاصة انه يظن ان ذلك التحقيق سوف يكشف كل شيء، وكأنّ هذا التدقيق الجنائي «سيشيل الزير من البير» الى غيرها من الابداعات.
يا فخامة الرئيس أتمنى عليك لو تقرأ مشروع الموازنة.. فالموازنة ومنذ أن تسلمت رئاسة الجمهورية في تشرين الأول عام 2016 تعرض عليك سنوياً، وتبيّـن انك بحاجة الى خبير مالي يشرح لك ما جاء في موازنة كل عام، وأصبح معروفاً ان هناك عجزاً كبيراً، وهذا العجز يزداد سنوياً.
هنا يهمنا أن نسألك عن أسباب العجز… وهل تعلم من أين أتى العجز؟ وكيف السبيل لمعالجته؟.. 6 سنوات مرّت، وكل سنة تقدّم إليك الموازنة التي هي في الحقيقة أرقام عما يحصّل من أموال للدولة.. بالمقابل كم تبلغ المصاريف التي تنفقها الدولة؟ والمصيبة انك لم تدْعُ يوماً الى اجتماع، أقله مع رئيس الحكومة وأعضائها إذا اقتضى الأمر لمناقشة الأرقام الواردة. كما أنك لم تسأل عن الوزارة المحببة الى قلب صهرك المدلل… وكم هو العجز السنوي فيها؟ وكيف يمكن معالجته؟
باختصار لا بد أن نقول لك ويمكنك أن تتأكد من كلامنا.. إن العجز بلغ خلال الأعوام التي تولى فيها صهرك الوزارة حوالى 40 مليار دولار. كنا نتمنى لو انك طلبت أن يعقد اجتماع لمجلس الوزراء وتبحث كيف يمكن معالجة هذا الأمر… هذه هي القضية الأولى…
أما القضية الثانية فهي ان وزارة الاتصالات كانت تربح سنوياً من الخليوي ملياري دولار أي ملياراً من الـm.t.c وملياراً من Alfa، وعندما تسلم صهرك العزيز الوزارة انخفض مدخول الشركتين الى النصف، أي بدل أن نحصل على ملياري دولار لخزينة الدولة أصبحنا نحصل على مليار واحد فقط… فهل سألت لماذا؟ طبعاً لم تسأل لأنّ همّك الوحيد إرضاء صهرك العزيز الصغير… ولو على حساب الوطن والمواطن..
فخامة الرئيس العجز تسبّب به صهرك العزيز الصغير، عندما أدخل 500 موظف إلى كل شركة من الشركتين لأنّها الطريقة الوحيدة بالنسبة له كي يشتري أصواتاً للانتخابات النيابية على حساب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني.
القضية الثالثة انه قبل الانتخابات التي جرت عام 2018 أدخل السياسيون جميعهم 5000 موظف جديد الى الإدارات الرسمية… وكل زعيم أدخل جماعته.. فهل تعلم ذلك؟ طبعاً لا تعلم شيئاً. هنا عندي سؤال لفخامتك: إدخال 5000 موظف الى إدارات الدولة كم يكلف سنوياً؟ ومن يدفع رواتبهم؟ وهل ميزانية الدولة المفلسة تستطيع أن تدفع هذه الرشوة الانتخابية لشراء ضمائر الناس؟
القضية الرابعة، هل سألت في يوم من أيام عهدك الميمون خلال 6 سنوات عن موضوع سلسلة الرتب والرواتب، وكيف زيدت رواتب موظفي الدولة دفعة واحدة بدون تأمين الأموال لتدفع رواتبهم، وهل سألت من أين المال الذي سيسدد قيمة هذه الرواتب؟
خامساً: كثير من الوزارات يعاني من عجز في الانتاج، ومعلوم أنّ عدداً كبيراً من الموظفين يتقاضون رواتب من دون أن يبذلوا جهداً أقله بالحضور الى مكاتب عملهم… فهل فكّرت يوماً ان تفعل كما فعل الرئيس فؤاد شهاب يوم أجرى محاسبة، أو ما يسمّى بتطهير للادارة؟. وهل تظن ان الادارة اللبنانية ليست بحاجة الى تطهير؟
سادساً: الأموال التي دفعت على السدود، إذ ان هناك سدوداً نفّذت وأخرى لم تنفّذ وظلت قيد الدرس بسبب سياسات الصهر المدلل. ومن هذه السدود سدّ جنة في نهر ابراهيم الذي قد يكون أشد خطورة من سدّ بسري لأنّ الطبيعة الجيولوجية للأرض غير صالحة لإنشاء سد… ما تسبّب بهدر المال، ونذكر أيضاً سدّ المسيلحة في نهر الجوز… هذا السد الذي ظهر جافاً وعاجزاً عن تأمين المياه أي من دون أي جدوى اقتصادية وهو ما سمّي بـ»فضيحة سدّ المسيلحة».
إشارة الى ان المناقصات التي جرت في ما يتعلق بالسدود كانت غير علنية، وبالتالي فإنّ دفاتر الشروط لم يتم نشرها.
أخيراً يا فخامة الرئيس، أنصحك بأن تتوقف عن التنظير، ورأفة بالبلاد والعباد أطلب منك العودة الى ضميرك لأنه لا يمكن أن يحصل الذي حصل في عهدك… عهد جهنم وأنت لا تعلم ماذا حصل ويحصل. وكما يقول المثل «إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم».
طبعاً قد يَسْألُ القارئ بالتالي عن كلام فخامته عندما قال: البلد لا يحكم بـ3 رؤوس.. هذا الكلام من فخامته جاء متأخراً كثيراً خاصة وأنّ هناك «اتفاق الطائف» الذي كلّف اللبنانيين 100 ألف قتيل منذ عام 1975 الى 1990، وبعد تدخل دولي وعربي وصل اللبنانيون الى هذا الاتفاق.. وفخامته انتخب على هذا الأساس.. فما الذي تغيّر ليقول فخامته كلاماً كهذا غير مقبول من كل اللبنانيين. والسؤال: ماذا يهدف فخامته من هذا الطرح؟.. العلم عند ربك.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*