كتب عوني الكعكي:
هذا ليس كلاماً خيالياً، بل إن هذا الكلام واقعي وحدث بالفعل، وكم شعرت بالفخر عندما قرأت ان شاباً لبنانياً اسمه وائل صوان سيعيّـن في بداية عام 2023 مديراً عاماً لشركة «شل» التي تعتبر من بين أكبر وأهم الشركات العالمية في مجالات إنتاج النفط والغاز… وتسييل الغاز وتنويع مصادر الطاقة التي لا تسهم في ارتفاع نسبة التلوّث، وازدياد حرارة الأجواء بحيث أصبحت كتل جبال الثلج في أقاصي المعمورة مهددة بالذوبان، وبالتالي العديد من البلدان باتت معرّضة لمواجهة فيضانات، ظهرت آثارها أخيراً في باكستان حيث أضرار الفيضانات تستوجب تخصيص 20 مليار دولار لمعاجة آثارها ودمارها.
فمن هو وائل صوان؟ هو شاب لبناني من مواليد رأس بيروت… انتقل مع عائلته الى دبي حيث تلقى علومه الثانوية، ومن ثم هاجرت العائلة الى كندا… حيث تابع دراسته هناك، فدرس الهندسة الكيماوية وحاز شهادة B.A. عام 1995 من جامعة McGill المشهورة في كندا، وبعد سنتين حاز شهادة الماجستير في الاختصاص ذاته، وعام 2003 أنهى برنامج دراسة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد المشهورة في هذا المجال وغيره.
والمهندس وائل صوان خبيرٌ في مجال النفط والطاقة ورائد في مجالات اختصاصه… ومن أجل هذا رُشّح لهذا المنصب الكبير، الذي إن دلّ على شيء، فإنما يدل على ثقة المشرفين على شركة «شل» به وبقدراته.
هذا المواطن اللبناني المميز الذي هاجر الى دبي ومنها الى كندا لأسباب متعددة ولظروف فرضت عليه الهجرة الى جميع بلاد العالم.. هجرة عمرها أكثر من 150 سنة، وكان لي الحظ أن أسافر أنا وصديق عمري ورفيقي الصحافي الكبير الاستاذ جورج بشير الى البرازيل فزرنا مدينة ساو باولو ثم انتقلنا الى مدينة ريو دي جينيرو وفي هذه «السفرة» تعرفت الى عدد كبير من اللبنانيين، ولفتني أن معظم اخواننا اللبنانيين هم من رجال الأعمال الناجحين ومنهم أيضاً سياسيون، وقد وصل أحدهم الى أن يكون رئيساً للجمهورية في البرازيل وهو ميشال تامر، وللعلم أيضاً، يُقال إنه يوجد في البرازيل حوالى 8 ملايين لبناني أي أكثر من عدد اللبنانيين في لبنان.
بعد عام ذهبنا الى الارجنتين وتحديداً الى العاصمة بوينس آيرس، وللمناسبة فإنّ زوجة الرئيس الارجنتيني الحالي هي لبنانية من البقاع، ولا تزال تحمل حنيناً للوطن بالرغم من محبتها طبعاً لوطنها الجديد الذي تعيش فيه، أعني الارجنتين
جُلْنا في أكثر من مدينة، لكن في الحقيقة فإنّ مدينة بوينس آيرس تضاهي بجمالها جمال مدينة باريس… لكن المساحة أكبر، كما ان هناك تشابهاً كبيراً بينها وبين العاصمة الفرنسية، كما ان اللبنانيين في الارجنتين هم من الجالية المميزة، ومعظمهم من رجال الاعمال الناجحين.
في «السفرة» الثالثة ذهبنا الى استراليا. في البداية زرنا العاصمة سيدني، ولا حاجة للحديث عن جمال تلك البلاد، وجمال طبيعتها وتهذيب السكان هناك ورقيّهم..
الخلاصة هناك إحصاء يقول إنّ عدد اللبنانيين في جميع أنحاء العالم يبلغ 18 مليوناً، لكنّ نصف هؤلاء اللبنانيين لا يزال يتصل بأهله في لبنان، اما النصف الثاني فأصبح من الجيل الرابع وليست له أي علاقة بالوطن الأم (لبنان)… المهم ان نصف الـ8 ملايين أي 4 ملايين لبناني هم من الاغنياء في العالم. فماذا تعني كلمة غني؟ انها تعني ان هناك 4 ملايين لبناني من أنجح الناس في العالم… من بين الناجحين الشاب وائل صوان…
من جهة أخرى… لو نظرنا الى هذا العهد الفاشل الذي كان شعاره استرجاع حقوق المسيحيين، ويريد أن يكون الرئيس قوياً فغيّر قانون الانتخابات كي ينجح صهره الفاشل والصغير الذي سقط في دورتين انتخابيتين متتاليتين.
والأسوأ ما جرى للبنوك عندما رفض أن يدفع سندات اليورو بوند ما تسبّب بقطع علاقات البنوك اللبنانية مع العالم، وأعطى صورة ان البنوك اللبنانية هي مجموعة «عصابات» تستدين من بنوك العالم وترفض تسديد ما استدانته… لقد أسقط العهد القطاع المصرفي الذي كان من أهم القطاعات الناجحة في لبنان، حيث كان هذا القطاع عام 1993 لديه 4 مليارات من الدولارات ودائع، بينما وصل هذا الرقم الى 200 مليار دولار بفضل الحاكم الاستاذ رياض سلامة.
ثانياً… وهو موضوع مهم جداً، لقد حافظ الحاكم على استقرار سعر الصرف على الـ1507 ليرة مقابل كل دولار، وهكذا عاش اللبنانيون 29 سنة كالملوك.
بالمقابل، فإنّ هذا العهد الفاشل ارتكب الأخطاء المميتة التالية:
أولاً: صرف 65 مليار دولار على الكهرباء ولا كهرباء حتى الآن.
ثانياً: تراجع مدخول الموبايل من مليارين الى مليار دولار لأن الصهر عيّـن 500 موظف في شركة Mtc و500 في شركة Alfa لشراء أصوات للانتخابات.
ثالثاً: تعيين 5000 موظف عام 2018 رشوة ضمائر للانتخابات أيضاً.
رابعاً: إقرار سلسلة الرتب والرواتب في وقت كان هناك عجز سنوي وصل الى الـ90 مليار دولار.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*