أكد خبراء تغذية أن الأشخاص الذين يستهلكون الأرز الملوث بالكادميوم، يواجهون خطراً كبيراً على صحتهم، لأن الاستهلاك المفرط لهذا المعدن، مرتبط بالإصابة بالعديد من الحالات المرضية مثل ضعف العظام والفشل الكلوي.
ونشرت مجلة “نيتشر فود” البريطانية لأخبار التغذية تقريراً مفصلاً عن الأرز الذي يمتص كمية كبيرة من معدن الكادميوم من التربة، بالمقارنة مع الحبوب الأخرى مثل الشعير والقمح.
وأوضح التقرير الطريقة المثلى التي توصل إليها خبراء في تغذية المحاصيل الزراعية لخفض كمية الكادميوم في الأرز، والتي تتم من طريق استيراد تربة نظيفة من الملوثات، ولكن هذه الطريقة مُكلفة، وتستغرق الكثير من الوقت.
ولكن نجح باحثون من قسم علوم النبات والتغذية، في جامعة أوكاياما اليابانية، في التوصل إلى آلية واعدة لإنتاج محصول من الأرز لا يحتوي على كمية كبيرة سامة من الكادميوم، وبجودة عالية، وذلك من خلال تعديل جين OsNramp5، والذي يتحكم في عملية امتصاص معدنَي الكادميوم والمنغنيز، إضافة إلى معادن أخرى في خلايا الأرز.
ونشرت المجلة ملخص الدراسة التي درست فيها مجموعة من الباحثين 132 مكوناً من أصناف الأرز من نوع بوكالي الهندي، وكوشي هيكاري الشهير في اليابان، واكتشفوا عند تكرار نسخ جين OsNramp5، أنه يزيد من امتصاص معدنَي الكادميوم والمنغنيز في جذور خلايا الأرز، ويؤدي ذلك إلى التقليل من تراكم معدن الكادميوم في الأرز من دون الإضرار بالجودة.
وشرح البروفيسور جيان فنغ ما، رئيس الفريق البحثي، أنه وفريقه حدّدوا أولاً جين OsNramp5، المسؤول عن تراكم الكادميوم في حبوب الأرز، وبعد ذلك، طبّقوا هذا الجين بنجاح لتكاثر أصناف من الأرز مع مستوى منخفض من الكادميوم، وذلك من خلال عملية الزراعة المستهدفة.
ولفت إلى أن “الكادميوم معدن ثقيل وسام، ويهدّد صحتنا من خلال السلسلة الغذائية، ويمكن الآلية الجديدة لزراعة الأرز أن تساهم في إنتاج غذاء آمن وصحي”.
ويأمل الباحثون بأن تُستخدم آلية التعديل الجيني هذه في زراعة أصناف الأرز المختلفة على نطاق واسع لحماية البشر من التسمّم بالكادميوم.