زار رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي الفرنسي تيري بودي يرافقه فريق عمل المجلس، مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، حيث إجتمع مع الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، وفي حضور رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي اللبناني شارل عربيد. وتم خلال اللقاء البحث في سبل التعاون على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ومساعدة القطاع الخاص لتمكينه من تجاوز الأزمة الاقتصادية.
بداية رحّب شقير بالضيف الفرنسي، منوهاً بدور دولة فرنسا الصديقة تجاه لبنان، وقال “إذا كان هناك اتفاق بين القوى السياسية على أمر ما، فهو على دور فرنسا التي وقفت إلى جانب لبنان ودعمته وقدمت له المساعدات وساندته ولا تزال تسانده لتخطي كلّ الصعوبات التي يمرّ فيها”.
أضاف: “كما أنّ اللبنانيين لن ينسوا أبداً دور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صديق لبنان، وزيارته الى بيروت بعد إنفجار مرفأ بيروت الكارثي للموقوف إلى جانب لبنان واللبنانيين في مأساتهم”.
وقال شقير إنّ “وجودكم اليوم في غرفة بيروت وجبل لبنان مقر الهيئات الاقتصادية يشرفنا”، مشيراً إلى أنّ “لبنان يتخبّط منذ ثلاث سنوات بأزمة اقتصادية خانقة أدّت إلى إرتفاع معدلات الفقر إلى 82 في المئة ويقابل ذلك تلكّؤ كبير من قبل السلطة في الشروع بإقرار وتنفيذ الإصلاحات”.
وأكّد أنّ “المشكلة اللبنانية هي قبل كلّ شيء مشكلة سياسية، لكنّ الحلول ممكنة وموجودة، خصوصاً مع استعداد أصدقاء لبنان لمساعدته، وبوجه خاص الدول العربية الشقيقة والدول الغربية الصديقة، وفرنسا شريكة لبنان الاستراتيجية، لكن علينا أن نساعد أنفسنا كي يساعدونا”، مشدداً على أنّ “المجلس الاقتصادي والاجتماعي والهيئات الاقتصادية سيواصلان النضال لتحقيق المصلحة الوطنية العليا”.
من جهته، شكر بودي شقير والهيئات الاقتصادية على استقبالهم، مؤكّداً “استمرار الدعم الفرنسي للبنان”.
وقال: “موقف فرنسا لم يتغيّر وهو البقاء إلى جانب لبنان”، معرباً عن “خشية فرنسا من اندلاع أزمة سياسية ومؤسساتية تضاف الى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، ما يجعل من التزام المجتمع الدولي وفرنسا بالدرجة الأولى مع لبنان أمر صعب”.
وشدد بودي على أنّ “الأزمة في لبنان هي مالية واقتصادية وإجتماعية وتتطلب إصلاحات إقتصادية ومصرفية لوضع حدّ لها”.
وقال: “لا يمكن إعادة تموضع الوضع الإجتماعي في البلاد الا اذا خلقنا ثروات وأنجزنا إصلاحات”، مشيراً الى أن “دور القطاع الخاص يجب ان يكون مؤثراً بشكل أكبر”.
واعتبر بودي أن “الإتفاق الذي تمّ توقيعه اليوم بين مجلسي الإقتصادي والإجتماعي الفرنسي واللبناني هو مهم وسأسعى جاهدا لتحويل الأقوال التي وردت فيه الى أفعال”.
بعد ذلك دار نقاش بين الحضور وبودي تناول سبل التعاون ودور فرنسا الأساسي في تمكين لبنان من إستعادة عافيته، وكذلك بروتوكول التعاون بين المجلسين اللبناني والفرنسي، حيث قال عربيد في هذا الإطار، “نحن جددنا بروتوكول التعاون بيننا، لكن أهم ما في هذا البروتوكول هي الآليات التي تسمح للمواطنين اللبنانيين من المشاركة في صنع القرار.
بعد ذلك قدم شقير كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان وميدالية الهيئات الإقتصادية الى بودي، الذي قدم لشقير هدية تذكارية من المجلس الفرنسي