اجتمع النائب اللواء أشرف ريفي في مكتبه بطرابلس، مع سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وعرض معه مختلف المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والعربية، ثم انتقلا الى قاعة الاستقبال حيث اقيم له احتفال بحضور حشد من منسقي القطاعات في مكتب ريفي.
وأضاف البخاري: “أهلي في طرابلس دائما كرماء ويفيضون بكرمهم علينا، واحب ان اؤكد لكم جميعا حرص المملكة العربية السعودية على امن واستقرار لبنان، خاصة المحبة العميقة التي يحملها الشعب السعودي الى اهلنا في طرابلس والشمال. المملكة العربية السعودية تؤكد على تغليب المصلحة العليا على المصالح المرحلية”.
وتابع: “في هذه المرحلة لبنان مقبل على استحقاق رئاسي ونؤكد على اهمية احترام المهل الدستورية، وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا ان نحمل هذه المسؤولية المشتركة باتجاه لبنان”.
بدروه قال ريفي: ” مقدمة الدستور اللبناني تنص على أن “لبنان وطن سيد حر مستقل”، “عربي الهوية والإنتماء”. وعندما أصيبت هذه الثوابت الدستورية بخلل اهتز لبنان”.
وأشار إلى أن “باكورة العلاقات اللبنانية السعودية أرسيت مع زيارة الرئيس الراحل كميل شمعون إلى المملكة منذ بداية خمسينات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والمملكة العربية السعودية تلعب دور الأخ والسند للدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وكانت حاضرة في كل المحطات المصيرية التي مر بها لبنان، وصولا إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية، ومن ثم بدأت عملية إطلاق مرحلة البناء الإعمار. واليوم أمام ما يجري نرى كم أن المفارقة مضحكة مبكية بين رؤساء بنوا جسور التواصل بين لبنان والعرب وأدخلونا الجنان، وآخر قطعها وآخذنا واخذ لبنان الى جهنم إيران. ما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة الى تمتين هذه العلاقة وتكريس هذه الرعاية، كي لا يقع بلدنا فريسة المشروع الإيراني الذي يعمل على ضرب وجودنا وتهجيرنا وطمس هويتنا، من العراق واليمن مرورا بفلسطين وسوريا وصولا إلى لبنان”.
وتابع: “من هنا باسمي وباسم أهلي في طرابلس والشمال أتوجه بالشكر والتقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان على احتضانهما للقضايا العربية والإسلامية، وعلى الوقوف دائما إلى جانب لبنان، كما اتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لسعادة السفير وليد البخاري على محبته للبنان عامة وطرابلس خاصة، وكلنا نعلم كم سعى سعادة السفير ويسعى لاحتضان طرابلس ودفع الشرور عن أهلها. لا قيامة للبنان من دون إصلاح النظام القائم، ولتحقيق ذلك علينا أن نبدأ بتطبيق بنود اتفاق الطائف بكل مندرجاته، للخروج بوطننا من الحالة الطائفية إلى الوطنية، من خلال إعطاء ضمانات للطوائف كافة عبر انشاء مجلس للشيوخ، وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وحصر السلاح بيد الدولة، ومحاربة الفساد وتعزيز العيش المشترك للحفاظ على بلدنا ووحدتنا، ليعود هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بمقومات شعبه مثالا للحوار والتلاقي بين كل شعوب العالم”.
واوضح أنه “لا يوجد دولة في العالم فيها جيشان، جيش نظامي شرعي وآخر ميليشياوي يأتمر بأجندات خارجية، ويعمل لفرض وصاية إيرانية تسعى لأخذ وطننا رهينة مشاريعها الغريبة عن تاريخنا وتقاليدنا وهويتنا العربية. انظروا إلى الدول الشقيقة التي زرعت إيران ميليشياتها فيها، من اليمن الى العراق وسوريا، ماذا حل بهم؟ عم الاقتتال والجوع والفقر، وحل الخراب والدمار. انطلاقا من ذلك نؤكد أن لا خلاص للبنان إلا بحصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية، وسيتحقق ذلك مهما طال الامد، فقد علمنا التاريخ أن كل الانظمة الفاشية وميليشياتها مصيرها حتما الى زوال”.
وختم: “إن الإنتخابات النيابية فرضت واقعا جديدا في المعادلة السياسية الداخلية، وأهم نتائجها هي قدرتنا كنواب سياديين ومستقلين على منع حزب الله من فرض ميشال عون ثان علينا، وإننا نعمل مع كل زملائنا المؤمنين بوحدة هذا الوطن وسيادته واستقلاله إلى إيصال رئيس إنقاذي عروبي صنع في لبنان، يرفض أن يبقى البلد ساحة صراعات وتجاذبات إقليمية بعيدة عن مصالحه ومصالح ابنائه، لذلك رشحنا النائب ميشال معوض إبن شهيد إتفاق الطائف ووحدة لبنان رينيه معوض، وسنعمل لإيصاله إلى سدة الرئاسة مع كل زملائنا الذين يؤمنون بسيادة واستقلال هذا الوطن”.