تراودنا أحلام لا نستطيع تجاهلها في معظم الأحيان، خاصةً عندما تتكرر لأكثر من مرة، لكن قد تكون مزعجة في حال رؤية شخص بها دون معرفة مسبقة به.
رجل الأحلام الذي اشتُهر باسم “هذا الرجل”، شخصية راودت قرابة ألفي شخص من مختلف أنحاء العالم خلال سنوات، انتشر هذا الحلم سنة 2006، حيث ظهر الرجل بشخصية جيدة تقدم النصائح للأشخاص، وتساعدهم في حل بعض المشاكل.
أشخاص مختلفون وحلم واحد
بدأت القصة في يناير/كانون الثاني 2006 بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت سيدة أمريكية بزيارة طبيبها النفسي، كانت المرأة تجيد الرسم، لتقدم للطبيب صورة مرسومة لشخص قالت إنه يراودها يومياً في أحلامها ويقدم لها النصائح، إلا أنها أصبحت تنزعج من الحلم، مؤكدة أنها لم تلتقِ به أو تصادفه من قبل.
عجز الطبيب عن تشخيص سبب هذا الحلم وترك الصورة على مكتبه، وخلال الأسبوع تفاجأ الطبيب بمريضين آخرين تمكّنا من معرفة الرجل بعد رؤية الصورة، وأكدا أنه يراودُهما في الأحلام كل يوم.
ليقدم الطبيب فيما بعد على طبع الصورة وتقديمها لكل أصدقائه الذين يعملون في نفس المجال، وطلب منهم وضعها فوق المكتب دون ذكر السبب، بعد أسبوعين من الحادث تعرف أربعة مرضى على الصورة، مؤكدين نفس الحلم الذي راود المرضى السابقين.
انتشرت الصورة بعد ذلك على الإنترنت وبالصحف في مختلف أنحاء العالم، فيما بين عامي 2006 و2018 أكد ألفا شخص بمناطق مختلفة من العالم رؤيتهم رجل الأحلام في منامهم، وكانت معظم هذه الحالات من لوس أنجلوس وبرلين وساو باولو وطهران وبكين وبرشلونة وباريس.
بدأت التحقيقات في هذه المدن، للبحث عن رجل بالمواصفات المرسومة، لكن لم يتم التعرف على أي رجل حي يشبه صورة رجل الأحلام.
فرضية قدرة الدخول في الأحلام
بعد انتشار القضية وضع العديد من المفسرين فرضيات حول حقيقة رجل الأحلام، كان من أبرزها حسب المجلة الأمريكية “Gizmodo” أن هذا الرجل هو إنسان حقيقي، لديه القدرة على الدخول في أحلام الآخرين عبر طرق روحانية مستخدمة من قبل السحرة.
وحسب الموقع الأمريكي الذي يحمل اسم القصة “Thisman” تعود أسباب رؤية الحلم إلى عدة نظريات من بينها:
نظرية التصميم:
وفق نظرية التحليل النفسي “يونغ”، المكتشفة من قِبل عالِم النفس كارل غوستاف يونغ، والتي تركز على توترات بين موقفين مختلفين أو متعارضين، التي تؤثر على الحلم، فرجل الأحلام هو صورة نموذجية تنتمي إلى اللاوعي الجماعي، والتي يمكن أن تظهر في أوقات الشدة كالتطور العاطفي أو التغيرات الدراماتيكية في حياتنا، وفي مواضيع حساسة بشكل خاص.
نظرية محاكاة الحلم:
هذه نظرية علمية نفسية واجتماعية، تفيذ بأن هذه الظاهرة نشأت بشكل مفاجئ، وتطورت تدريجياً عن طريق التقليد، أي عندما يتأثر الناس بظاهرة معينة فإنهم يصبحون متأثرين بشدة، لدرجة أنهم يبدأون في رؤية هذا الرجل في أحلامهم.
حقيقة قصة رجل الأحلام
بعد التحقيقات التي استمرت لعدة أعوام منذ انتشار القصة، تبيَّن أن القصة من تأليف موقع “Thisman”، الذي تملكه عالمة الاجتماع “أندريا ناتيلا”، والتي تملك أيضاً شركة إعلانات تحت اسم “غيرييا للإشهارات”، والتي قامت بهذه الحركة للتأكد من نظرية كارل يونغ، ومحاولة تطبيقها كوسيلة إعلانية جديدة.
هذه الشركة تقوم بتصميم خدع بصرية، وتخلق مشاريع فنية لاستكشاف سياسة الإعلانات وارتباطها بنفسية المستهلك، تم الاستيلاء على الشركة من قِبل شركة إنتاج أفلام الرعب “Ghost House Pictures”، وذلك للترويج لفيلمها الذي يحمل اسم “This Man”، من تأليف المخرج الأمريكي براين بيرتينو، الذي أصدر سنة 2008.
لتغلق قصة رجل الأحلام، الذي تسبب في حالة ذعر لمعظم الأشخاص الذين آمنوا بهذه القصة، وراودهم في أحلامهم لسنوات.