اعتبرت مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ “كوب 27” للشباب، أمنية العمراني، أن “التغيرات المناخية أكبر كارثة تؤثر على صحة البشر في الوقت الراهن، مما يستدعي التعامل العاجل وتطبيق خطط التكيّف مع الآثار السلبية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنطلق فيه، الأحد، فعاليات قمة المناخ “كوب 27” بمدينة شرم الشيخ المصرية، بحضور العديد من قادة وزعماء العالم، وناشطين في مجال المناخ.
ومن المنتظر أن تركز القاهرة خلال المؤتمر الذي يعقد في الفترة ما بين 6 إلى 18 نوفمبر الجاري، على الموضوعات الملحة ذات الأولوية في القارة الإفريقية خاصة والدول النامية عامة، كموضوعات التكيف والتمويل المتعلقة بالمناخ.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، قالت أمنية العمراني إن “القارة الإفريقية هي الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، رغم كونها أقل الدول إصدارا للانبعاثات”.
وتابعت: “مصر خلال رئاستها لقمة الأمم المتحدة الـ27 للتغيرات المناخية، ستكون صوتا للدول الإفريقية، لتوضيح حجم معاناة هذه الدول وضرورة مساندتها في تنفيذ خطط التكيف مع الآثار الضارة لتغير المناخ”.
ووفق تقارير دولية، فإن مساهمات القارة الإفريقية في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، هي الأقل على مستوى العالم، حيث لا تتجاوز 3 بالمائة.
وتشير الدراسات حول تداعيات تغير المناخ، إلى أن دولا مثل تونس وجزر القمر وغينيا وغامببيا ونيجيريا وتوغو وبنين والكونغو وتنزانيا، “معرضة لأخطار كبيرة بحلول عام 2050، بسبب تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح البحر”.
وأوضحت مبعوثة رئيس مؤتمر المناخ للشباب، فإن “كوب 27 سيركز بشكل أساسي على خطط تقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى الطاقة المتجددة، وتنفيذ حلول للتكيف ومواجهة آثار التغيرات المناخية، مع إتاحة التمويل للدول النامية لتنفيذ خططها المحلية”.
وأضافت العمراني: “مصر ستعمل خلال رئاسة المؤتمر المقبل على تحقيق حلم الدول الإفريقية من خلال الحديث عن حقوقها، فلأول مرة في تاريخ المؤتمر يكون صوت إفريقيا مسموعا بشكل كبير”.
وسبق أن تعهدت الدول الكبرى بالتبرع للدول النامية بمبلغ 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020، لمساعدتها على التكيف مع تغيرات المناخ، لكن تلك التعهدات لا تنفذ بشكل كبير على أرض الواقع خلال العامين الماضيين.
وانتقد اجتماع وزراء أفارقة في القاهرة، قبل قمة المناخ، نقص الدعم الذي قالوا إنه “أدى إلى استفادة القارة من أقل من 5.5 بالمئة من تمويل المناخ العالمي”.
وأوضح البنك الإفريقي للتنمية، أن “القارة السمراء تخسر ما بين 5 و15 بالمئة من نصيب الفرد من النمو الاقتصادي، بسبب تداعيات تغير المناخ، وتواجه نقصا كبيرا في التمويل المناخي”.
يوم للشباب
وكشفت العمراني أن “هناك دورا مؤثرا للشباب خلال فعاليات قمة المناخ في شرم الشيخ، على أن يتم تخصيص يوم خاص للشباب بالمؤتمر، يتضمن الحوار مع القادة ومسؤولي الحكومات والجهات الدولية بشكل فعال، للوصول إلى حلول وتفاهمات بشأن التغيرات المناخية تطبق على أرض الواقع، باعتبار أن الشباب هم الأكثر تضررا من تلك التغيرات خلال السنوات المقبلة”.
وشددت على أنها تعمل على أن “يكون للشباب دور فعال خلال المباحثات التي تجرى بقمة المناخ، مما يمكنهم من العمل على دعم التكيف مع التغيرات المناخية”.
وخصصت رئاسة مؤتمر “كوب 27” يوما للشباب، يستهدف إشراكهم في القضايا ذات الأولوية القصوى، على أن يكون فرصة للحصول على حوارات مع أبطال العمل المناخي رفيعي المستوى وأصحاب المصلحة المختلفين، لعرض قصص نجاحهم وجهودهم في مكافحة تغير المناخ، وعرض الشباب لرؤاهم ومقترحاتهم وأفكارهم.