أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات اعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي للبنان وسيضاعف من حدة المآزق والازمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي”.
وقال في كلمته أمام “مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27″، في مدينة شرم الشيخ بمصر: “جئتكم اليوم من بلدي لبنان برسالة أمل بأننا كنا وسنبقى شركاء فاعلين في كل اللقاءات التي تجمع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحل الازمات المتراكمة. ولا بد في البداية من أن اوجه التحية الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السياسي الذي فتح أبواب مصر لعقد هذا المنتدى وتوفير كل مستلزمات نجاحه، ونحن نفتخر بمصر الشقيقة ونشكر رعايتها الدائمة للبنان، بتوجيه من سيادة الرئيس السيسي. كما احيي سعادة الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيوس غوتيريس على كل الجهود التي يبذلها لحل القضايا الدولية بكل اتجاهاتها. كما نشكره على وقوف الامم المتحدة الى جانب لبنان”.
وتابع: “يعد لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات اعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا بنسبة 14% في الناتج المحلي الإجمالي للبنان بحلول عام 2040، وانخفاضا أكثر إلى 32% بحلول عام 2080. وهذا الخطر في التغير المناخي سيضاعف من حدة المآزق والازمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي. ولا بد هنا من ان اشير الى انه، على الرغم من كل التحديات التي تواجهنا، خطت الحكومة اللبنانية خطوات كبيرة في استجابتها لمكافحة التغير المناخي، كجزء من التزاماتنا الوطنية بالتعاون مع الدول الاخرى. وفي العام الفائت قدمنا مساهمتنا المحددة وطنياً (NDC)، وهي عنصر رئيسي في الالتزام العالمي للبلدان بموجب اتفاقية باريس. كما التزم لبنان من دون قيد أو شرط بتوليد 18% من احتياجاته من الطاقة (أي الطلب على الكهرباء) و11% من احتياجات التدفئة من مصادر الطاقة المتجددة في عام 2030. وفي المساهمة المحددة وطنياً المحدثة، يتراوح الحد المتوقع للانبعاثات في عام 2030 من 30% إلى 20% كحد أدنى”.
أضاف: “لقد بات تأثير تغير المناخ على الموارد الطبيعية في لبنان، جليا للجميع. فقد تسببت حرائق الغابات في البلاد في الاعوام الماضية في حرق مساحات شاسعة من للغابات، .واننا على يقين ان لم نكسر دورة الاحتباس الحراري، فإننا نتوقع حرائق غابات أكثر وأسوأ في السنوات المقبلة. كذلك تعتبر الزراعة من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بتغير المناخ لأنها تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار كما تضع محدودية موارد المياه والأراضي في لبنان، إلى جانب التوسع الحضري المتزايد، تحديات إضافية أمام تنميتها المستقبلية في البلاد”.
وتابع: “إن لبنان ملتزم اعطاء الأولوية لتدابير التكيف، مثل مكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية ومساعدة المزارعين على زيادة قدرتهم على الصمود في وجه تأثيرات المناخ خلال العقد المقبل.ووضعنا ضمن اولوياتنا زراعة القمح وتوسيع المساحات المزروعة وكذلك زيادة البرك لتجميع امطار الشتاء او ما يعرف بالسداد بعيدًا عن السدود التي لا تتلاءم والواقع الجغرافي اللبناني، واثبت معظمها عدم جدواه”.
وقال: “لا يمكن التحدث عن الامن الغذائي او عن القطاع الزراعي بشكل عام الا من خلال العمل التعاوني التي تلعب فيه المراة دورا مركزيا واستراتيجيا فيه. هذا الامر يدفعنا عن السؤال دائما الى اي مدى المراة اليوم فاعلة و قادرة على ان تكون عاملا اساسيا و مركزيا في نهضة انسانية حقيقية اولاً ونهضة اقتصادية ثانيًا ونهضة اجتماعية ثالثاً. وكل الاجابات تبدأ بتمكين المرأة في العمل التعاوني الزراعي وغير الزراعي”.
وتابع “لقد كان لبنان من أوائل الدول العربية التي طورت خطة عمل لدعم الطاقة المتجددة عام 2010، وبات يمتلك آليات تنظيمية متطورة لهذه الغابة مقارنة بالعديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.لكن بسبب التحديات الهائلة التي واجهت البلاد مثل الأزمة الاقتصادية ووباء COVID-19 وانفجار مرفأ بيروت والكوارث البيئية، فان استثمار ما قيمته 6.7 مليار دولار في الطاقة المتجددة يمكن أن ينهي نقص الكهرباء في لبنان. لذلك، عملنا على انشاء مرفق لبنان للاستثمار الأخضر وندعو الدول والجهات المانحة للمساهمة بدعمه وتمويله”.
وختم: “اشكركم على امل ان تستتب الامور في بلدي كي يعود قبلة الشرق والغرب وملتقى الجميع”.