في بادرةٍ ليست بجديدة من مصر الأبيّة، التي تقف بجانب لبنان في أزماته محاولة التخفيف من حدة وطأتها، استجابت لطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي – أثناء لقائهما سوياً يوم 2/11/2022 – في القمة العربية التي عُقدت بالجزائر بإرسال أدوية للكوليرا إلى لبنان.
وجّه الرئيس السيسي تعليماته بإرسال طائرة عسكرية على متنها ٢٧ طن أدوية وتطعيمات للكوليرا الى وزارة الصحة، فوصلت صباح اليوم الاربعاء إلى مبنى الشحن الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الطائرة المصرية التي تنقل الادوية واللقاحات والمستلزمات الطبية اللازمة لمكافحة الكوليرا.
كان في استقبال الطائرة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، السفير المصري ياسر علوي، الأمين العام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير وأركان السفارة المصرية ومسؤولون من وزارة الصحة.
وأكد الأبيض أنّه “بوصول المساعدات الأولى لمكافحة الكوليرا من الأشقاء في البلاد العربية، ودائماً مصر هي من الداعمين الأساسيين للبنان خلال كل محنة، ولا يغيبنَّ عن بالنا المساعدات خلال جائحة كورونا، ومن ثم انفجار مرفأ بيروت بمئات الأطنان”.
وقال: “ترسل مصر اليوم 27 طنّاً من المساعدات واللقاحات التي سيكون لها دور كبير في الجهود التي تبذلها وزارة الصحة للحد من انتشار الكوليرا في لبنان”، معلناً أنّ “المساعدات ستنقل الى مستودعات وزارة الصحة، على أن يبدأ توزيعها غداً على المستشفيات سواء الحكومية منها أو الميدانية، التي تستقبل حاليّاً مرضى الكوليرا”.
وشكر بإسم حكومة تصريف الأعمال لرئيس الجمهورية العربية المصرية عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية وقوفهما الدائم الى جانب لبنان، ودعمه على الصعد كافة”.
ورأى ان “العلاقة المميزة التي تربط لبنان بمصر، تتجلى في أبهى حللها”، وقال: “لبنان دائما بخير طالما مصر بخير”.
أما السفير علوي، فقال: “وصلت اليوم طائرة على متنها 27 طنّاً على الرغم من أنّنا كنا نتوقع وصول 17 طنّاً، لكن تم زيادة كمية المساعدات التي هي عبارة عن لقاحات وعلاجات كجزء من العمل اللقاحي، وشق آخر يتعلق بالعلاجات” ، لافتاً إلى أنّ “المساعدات تأتي بعد اقل من أسبوع على التواصل بين الرئيس ميقاتي والرئيس عبد الفتاح السيسي بحيث تم التوجيه فوراً بالاستجابة، ووصلت المساعدات صباحاً”.
وأكد أنّ “مصر تقف كتفا الى كتف مع الأشقاء في لبنان”، وقال: “نعرف قدر لبنان وأهميته ولا نقبل أن يُترَك وحيداً في مواجهة أي أزمة، وستجدون مصر دائماً على العهد الى ان نتجاوز هذه الأزمات”.
إلى اليوم لا يزال موقف مصر ثابتاً في الحفاظ على لبنان كياناً سياسياً مستقلّاً . تبقى مصر قبلة لبنانية وعربية، انطلاقاً من الحرص على المؤسسات والحفاظ عليها خوفاً من أن يؤدّي انهيارها وتلاشيها إلى فوضى شاملة.