خاص الهديل:
أن المطروح اليوم شيء من اثنين اما تسوية داخلية او تسوية خارجية
في التسوية الداخلية هناك صعوبة كبيرة لانتاج رئيس من صنع داخلي وسط الانقسام العمودي الموجود في البلد ، فمنذ اقرار الدستور اللبناني واعلان قيام الجمهورية اللبنانية في العام ١٩٢٦ ومذ ان تعاقب على مقاليد الرئاسة ٢١ رئيسا للجمهورية ثمانية منهم قبل الاستقلال وثلاثة عشر رئيسا بعد الاستقلال والاتفاق الداخلي كان محكوماً دائما بتوازنات داخلية وخارجية متداخلة نادرا ما انتجت رئيساً من دون اي تداخل للتوازنات الخارجية المحيطة بالاسم والمرحلة والتوقيت والظروف .
مما يعنيه ان اي تسوية داخلية اليوم لا يمكن ان تكون بمعزل عن ظروفها الخارجية نظرا لتكريس لبنان على مدى السنين كطرف لكل الصراعات الاقليمية وبالتالي لا تسوية داخلية بحتة .
في التسوية الخارجية التي عادة ما تكون مربوطة بجهة وظرف وراع . تبدو اليوم هذه التسوية اكثر تعقيدا من ذي قبل اذ ان الجهتين الاساسيتين المعنيتن بهذه التسوية هي الايراني من جهة والامريكي من جهة اخرى والاثنان في حالة تشدد قصوى نتيجة الظرف الذي تمر به العلاقة بين الطرفين .
اذا لا تسوية كاملة حاضرة لانتاج رئيس مقبل لا داخليا ولا خارجيا ، لكن اذا ما اجتمعت ظروف خارجية فيها شيء من التفاهم الاقليمي بين محوري الصراع الامريكي والايراني في ظل القناعة الامريكية بأولوية المحافظة على امن الشرق الاوسط للتفرغ لروسيا من جهة وملف الهندي والهادىء من جهة اخرى ، وتلاقت هذه الظروف مع تمريرة داخلية لمنع الوضع الداخلي من الانزلاق نحو مزيد من التأزم الاجتماعي والاقتصادي فأن تسوية ممكن ان تولد ولكن بعد الفراغ .
هذه التسوية غير ناضجة حتى الساعة اذ ان الحد الادنى من التوافق الداخلي والخارجي غير موجود على اسم يتوج هذا التلاقي ، اذا الفراغ محتوم .
اذا الكرة في ملعب القوى الرئيسية الداخلية ممثلة بحزب الله وحلفائه والقوى الاخرى من جهة ، والخارجية ممثلة بالجانب الامريكي والايراني من جهة اخرى ، والانتظار سيد الموقف اذ لا سياسة الضغط القصوى تنفع في هذا الملف ولا سياسة الصبر الاقصى تنفع ايضا.