كتب عوني الكعكي:
في خطابه منذ يومين، أعلن السيّد حسن نصرالله مواصفات الرئيس المقبل… وضمن شروطه أن يكون صديقاً للمقاومة، لا يَغْدُرُ بها، وأعطى مثلين: الأول: الرئيس السابق اميل لحود، والثاني الرئيس السابق ميشال عون.
الحقيقة التي يجب أن تُقال في تقييم عهد الرئيس السابق اميل لحود، إنه كان من أسوأ العهود في تاريخ لبنان.. فيكفي ذلك العهد أن قتل غدراً باني لبنان الجديد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو الذي أعاد بناء لبنان بعد حروب مدمّرة دامت خمس عشرة سنة، والأهم بعد احتلال جيش العدو الاسرائيلي لبنان وخاصة بيروت التي كانت أول عاصمة عربية تحتلها إسرائيل بعد حصار دام 100 يوم… أمطر جيش العدو الاسرائيلي خلاله المدينة بالصواريخ والقذائف… جواً وبحراً… من مدافع الدبابات التي كانت موجودة قرب القصر الجمهوري، وهو كما ذكر أحد المؤرخين، كان أكثر مما سقط على برلين في الحرب العالمية الثانية…
بالعودة الى عهد الرئيس السابق اميل لحود… يكفي أن نعلم ان الدّيْن العام كان في ذلك الوقت، أي عندما تسلم لحود، 5 مليارات دولار أميركي… وهنا أسمح لنفسي أن أردّد ما قاله لي المغفور له دولة الرئيس المغدور رفيق الحريري: إنّ البُنْيًة التحتيّة كلفت 5 مليارات دولار معدداً:
-1 إعادة بناء القصر الجمهوري.
-2 إعادة بناء المطار وتوسيعه حيث أصبح يستطيع أن يستقبل 5 ملايين زائر.
-3 إعادة بناء معامل الكهرباء في دير عمار ومحطة ثانية في الزهراني ومحطة ثالثة في صور ومحطة رابعة في بعلبك… والحقيقة التي يعرفها اللبنانيون ان الرئيس الحريري استطاع إعادة الكهرباء الى جميع الأراضي اللبنانية 24/24.
-4 إعادة بناء المدينة الرياضية التي دمّرتها الطائرات الاسرائيلية.
-5 إعادة بناء القصر الحكومي.
-6 بناء جسر المديرج.
-7 شبكة من الاوتوسترادات في كل لبنان: جنوباً وشمالاً، مع قسم من الاوتوستراد العربي.
أكتفي بهذا القدر لأقول: إنّ كل هذه الإنجازات كلفت 5 مليارات دولار.
وأعود لأقول ما قاله لي المغفور له الرئيس الحريري بأنه سوف يتفق مع الرئيس الجديد اميل لحود… وكان ذلك عام 1998 لبناء محطة اتصال هاتفي، أي شركة موبايل جديدة، وسوف يُباع استثمارها لمدة 25 سنة، فيحصل لبنان على 5 مليارات أي لن يكون علينا دين ولا دولار واحد.
للأسف إنّ ما حصل هو ان الرئيس السابق اميل لحود وبسبب عدم معرفته بالاقتصاد وبإدارة الدولة وبالمشاريع المنتجة، قال للرئيس الحريري إنه يرفض ذلك لأنّ الحريري سيستفيد من المشروع. في تلك اللحظة غضب الرئيس الحريري وقال له: «سوف نُلْغي عقود الشركات الاجنبية المشغّلة للموبايل». ما كلّف الدولة 600 مليون دولار كدَيْن على لبنان.
أكتفي بهذه المعلومات موقتاً…
أما بالنسبة لسبع «البرمبو» فخامة الرئيس السابق ميشال عون أفشل الفاشلين في العالم… فلم يدرك أحد في لبنان، أو لم يكن أحد في لبنان يظنّ أنّ هذا الرئيس سيكون أفشل الفاشلين.. إلاّ الرئيس نبيه بري عندما زاره الرئيس السابق عون طالباً تأييده.. أعلمه أنه لن ينتخب رئيسين للبلد قائلاً له: «إني غير مستعد أن أنتخبك.. أنت وصهرك»، يا الله كم كان الرئيس بري بعيد النظر.
يكفي أن نقول إنّ الدين العام وصل عام 2019 الى 90 مليار دولار، وهذا يعني ان الرئيس الفاشل هو المسؤول الأوّل عن الدّيْن، وكي لا نظلمه لا بد أن نقول إنّ صهره شاركه في تكبيد خزينة الدولة 65 مليار دولار كدين بسبب الكهرباء من الفيول الى البواخر الى رفض مشروع الصندوق الكويتي.
انطلاقاً مما ذكرنا نستطيع أن نقول بكل صراحة إنّ السيّد حسن لا يعرف كيف يختار الرؤساء، ونقول له بكل صدق إنّ عليه أن يترك هذا الأمر للرئيس نبيه بري لأنه يعرف بالضبط كيف تُـحْكم البلاد.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*